Al-Adhkar by An-Nawawi
الأذكار للنووي ت الأرنؤوط
Bincike
عبد القادر الأرنؤوط ﵀
Mai Buga Littafi
دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
Inda aka buga
بيروت - لبنان
Nau'ikan
فدعَّمتُه من غير أن أوقظه حتى اعتدل على راحلته، ثم سارَ حتى إذا كان من آخر السَّحَر مالَ ميلة هي أشدّ من الميلتين الأُولَيَيْن حتى كاد ينجفلُ، فأتيتُه فدعَّمته، فرفعَ رأسَه فقال: مَنْ هَذَا؟ قلتُ: أبو قتادة، قال: مَتَى كان هَذَا مَسِيركَ مِنِّي؟ قلتُ: ما زال هذا مسيري منذ الليلة، قال: حَفِظَكَ الله بِما حَفِظْتَ بِهِ نَبِيّهُ ... " وذكر الحديث.
قلت: ابهارَّ، بوصل الهمزة وإسكان الباء الموحدة وتشديد الراء، ومعناه: انتصف، وقوله تهوّرَ: أي ذهب معظمه، وانجفل، بالجيم: سقط، ودعَّمته: أسندته.
٩٣٥ - وروينا في كتاب الترمذي عن أسامة بن زيد ﵄ عن رسول الله ﷺ قال: " مَنْ صُنِعَ إِلَيْه مَعْرُوفٌ فَقالَ لِفاعِلِهِ: جزاك الله خيرا، فَقَدْ أبْلَغَ في الثناء " قال الترمذي: حديث حسن صحيح (١) .
٩٣٦ - وروينا في سنن النسائي وابن ماجه وكتاب ابن السني عن عبد الله بن أبي ربيعة الصحابي ﵁ قال: " استقرضَ النبيُّ ﷺ منِّيَ أربعين ألفًا، فجاءَه مال فدفعَه إليَّ وقال: بارَكَ اللَّهُ لَكَ في أهْلِكَ ومَالِكَ، إنَّمَا جَزَاءُ السَّلَفِ الحَمْدُ والأداءُ " (٢) .
٩٣٧ - وروينا في " صحيحي البخاري ومسلم " عن جرير بن عبد الله البجلي ﵁ قال: " كان في الجاهلية بيتٌ لخثعمَ يُقال له الكعبة اليمانية، ويُقال له ذو الخَلَصة (٣)؟، فقال لي رسولُ الله ﷺ: هَلْ أنْتَ مُرِيحِي (٤) مِنْ ذِي الخَلَصَةِ؟ فنفرتُ إليه في مائة وخمسين فارسًا من أحمسَ فكسَّرْنَا وقتلنَا مَن وجدنا عنده، فأتيناه فأخبرناه، فدعا لنا ولأحمس ".
وفي رواية: " فبرَّك رسُول الله ﷺ على خيلِ أحمسَ ورجالها خمسَ مرّات ".
٩٣٨ - وروينا في " صحيح البخاري " عن ابن عباس ﵄ أن "
(١) عبارة الترمذي في النسخ المطبوعة: هذا حديث حسن جيد غريب لا نعرفه من حديث أسامة بن زيد إلا من هذا الوجه، وقد روي عن أبي هريرة عن النبيّ ﷺ بمثله، وسألت محمدًا - يعني البخاري - فلم يعرفه، ورواه النسائي في " عمل اليوم والليلة " وابن حبّان في صحيحه، وهو حديث حسن بشواهده تعليقا على كلمة " مريحي ": وهو حديث حسن.
وهو خطأ، والصواب) قوله: مريحي، هو بضم الميم وكسر الراء وسكون الياء وكسر الحاء بعدها ياء، اسم فاعل من أراح، هكذا رواه البخاري في مناقب جرير بن عبد الله البجلي ﵁، وفي المغازي: ألا تريحني، وفي الجهاد: هل تريحني، بلفظ المضارع فيهما، وسبب هذا المقال منه ﷺ كراهته أن يعبد غير الله تعالى.
(٢) وهو حديث حسن.
(٣) هو بيت كان فيه صمن لدوس وخثعم وبجيلة وغيرهم يدعي: الخلصة، فهدم.
(٤) وهو حديث حسن.
(*)
1 / 310