Al-Adhkar by An-Nawawi
الأذكار للنووي ت الأرنؤوط
Bincike
عبد القادر الأرنؤوط ﵀
Mai Buga Littafi
دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
Inda aka buga
بيروت - لبنان
Nau'ikan
٣٦١ - قلت: وينبغي أن يؤذّن أذان الصلاة، فقد روينا في " صحيح مسلم " عن سُهيل بن أبي صالح أنه قال: أرسلني أبي إلى بني حارثة ومعي غلام لنا أو صاحب لنا، فناداه مُنادٍ من حائط (١) باسمه، وأشرف الذي معي على الحائط فلم يرَ شيئًا، فذكرتُ ذلك لأبي، فقال: لو شعرتُ أنك تَلقى هذا لم أرسلك، ولكن إذا سمعت صوتًا فنادِ بالصلاة، فإني سمعت أبا هريرة ﵁ يحدّث عن رسول الله ﷺ أنه قال: " إنَّ الشَّيْطانَ إذا نودي بالصلاة أدبر ".
(بابُ ما يَقُولُ إذا غلبَه أمرٌ)
٣٦٢ - روينا في " صحيح مسلم " عن أبي هريرة ﵁، قال: قال رسول الله ﷺ: " المُؤْمِنُ القَوِيُّ خَيْرٌ وَأحَبُّ إلى اللَّهِ تَعالى مِنَ المُؤْمِنِ الضَّعِيفِ، وفي كُلٍّ خَيْرٌ، احْرِصْ على ما يَنْفَعُكَ، واسْتَعِنْ باللَّهِ ولا تَعْجِزَنَّ، وإن أصابك شئ فَلاَ تَقُلْ: لَوْ أني فعلت كانَ كَذَا وَكَذَا، ولكن قُلْ: قَدَّرَ اللَّهُ وَما شاء فَعَلَ فإنَّ " لَوْ " تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطانِ ".
٣٦٣ - وروينا في سنن أبي داود، عن عوف بن مالك ﵁، " أن النبيَّ ﷺ
قضى بين رجلين، فقال المقضيّ عليه لمّا أدبر: حَسْبِيَ اللَّهُ وَنِعْمَ الوَكِيلُ، فقال النبي ﷺ: " إِنَّ اللَّهَ تَعالى يَلُومُ على العَجْزِ، وَلَكِنْ عَلَيْكَ بالكَيْسِ، فإذَا غَلَبَكَ أمْرٌ فَقُلْ: حَسْبِيَ اللَّهُ ونِعْمَ الوَكِيلُ " (٣) .
قلت: الكَيْس بفتح الكاف وإسكان الياء، ويطلق على معان: منها الرفق، فمعناه والله أعلم: عليك بالعمل في رفق بحيث تُطيق الدوام عليه.
في " اليوم والليلة ".
ومعنى " وفي كلٍّ خيرٌ " أن في كلٍّ من القوي والضعيف خير، لاشتراكهما في الإِيمان، مع ما يأتي به الضعيف من العبادات.
(بابُ ما يقولُ إذا استصعبَ عليه أمرٌ)
٣٦٤ - روينا في كتاب ابن السني، عن أنس ﵁، أن رسول الله ﷺ قال: " اللَّهُمَّ لا سَهْلَ إِلاَّ ما جَعَلْتَهُ سَهْلًا، وأنْتَ تَجْعَلُ الحَزْنَ إذَا شئت سهلا " (٤) .
(١) الحائط: البستان من النخل إذا كان خائط أو جدار، وجمعه حوادط. (٢) أي المؤمن الكامل الإيمان، أي البدن والنفس، الماضي للعزيمة، الذي يصلح للقيام بوظائف العبادت من الصوم والحج والجهاد والأمرُ بالمعروف والنهيُ عن المنكر، والصبرِ على ما صيبه في ذلك، وغير ذلك مما يقوم به الدين وتنتهض به كلمة المسلمين. (٣) وهو حديث حسن. (٤) ورواه أيضا ابن حبّان في صحيحه رقم (٢٤٢٧) موارد، وهو حديث صحيح. (*)
1 / 125