138

Al-'Adhb an-Nameer min Majalis ash-Shanqeeti fi at-Tafseer

العذب النمير من مجالس الشنقيطي في التفسير

Bincike

خالد بن عثمان السبت

Mai Buga Littafi

دار عطاءات العلم (الرياض)

Lambar Fassara

الخامسة

Shekarar Bugawa

١٤٤١ هـ - ٢٠١٩ م (الأولى لدار ابن حزم)

Inda aka buga

دار ابن حزم (بيروت)

Nau'ikan

نَفْسًا) أي: شخصًا ذَكَرًا كان أو أنثى، والظاهرُ أن هذا القتيلَ ذَكَرٌ، بدليلِ تذكيرِ الضميرِ العائدِ عليه في قوله: ﴿فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا﴾ [البقرة: الآية ٧٣] أي: القتيل الذي فيه النزاعُ (^١). وهنا سؤالٌ، وهو أن يقالَ: ما المسوغُ لإسنادِ قَتْلِ هذا القتيلِ إلى جميعِهم في قولِه: ﴿وَإِذْ قَتَلْتُمْ﴾؟ الجوابُ (^٢): أن القرآنَ بلسانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ، ومن أساليبِ اللغةِ العربيةِ إسنادُ الأمرِ إلى جميعِ القبيلةِ إذا فَعَلَهُ واحدٌ منها. ونظيرُه في القرآنِ قراءةُ حمزةَ والكسائيِّ (^٣): ﴿وَلَا تَقْتُلُوهُمْ عِندَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّى يَقْتُلُوكُمْ فِيهِ فَإِن قَتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ﴾ [البقرة: آية ١٩١]؛ لأنه ليس من المعقولِ أَمْرُ مَنْ قُتِلَ بالفعلِ أن يقتلَ قاتلَه، ولكن: فإن قتلوا بعضَكم فليقتلهم البعضُ الآخَرُ. فأسندَ الفعلَ إلى الجميعِ وهو واقعٌ من البعضِ. وهذا أسلوبٌ معروفٌ في لغةِ العربِ، ومنه قولُ الشاعرِ (^٤): فَإِنْ تَقْتُلُونَا عِنْدَ (^٥) حَرَّةِ وَاقِمٍ ... فَلَسْنَا عَلَى الإِسْلَامِ أَوَّلَ مَنْ قُتِلْ يعني: تَقْتُلُوا بَعْضَنَا. وقولُه: أصلُه: ﴿فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا﴾ أصلُه: فَتَدَارَأْتُمْ فِيهَا. وهو (تَفَاعُل)

(^١) انظر: الأضواء (١/ ٢٤، ٧٩). (^٢) انظر: البحر المحيط (١/ ٢٥٩)، الدر المصون (١/ ٤٣٤) وانظر: ما سيأتي عند تفسير الآية (٣٣) من سورة الأنعام. (^٣) انظر: المبسوط لابن مهران ص١٤٤. (^٤) المحتسب (٢/ ١٢٨). (^٥) في المحتسب: (يوم).

1 / 142