Akhlaq Wa Siyar

Ibn Hazm d. 456 AH
41

Akhlaq Wa Siyar

الأخلاق والسير في مداواة النفوس

Bincike

بلا

Mai Buga Littafi

دار الآفاق الجديدة

Lambar Fassara

الثانية

Shekarar Bugawa

١٣٩٩هـ - ١٩٧٩م

Inda aka buga

بيروت

الْمحبَّة وأنواعها الْمحبَّة كلهَا جنس وَاحِد ورسمها أَنَّهَا الرَّغْبَة فِي المحبوب وَكَرَاهَة منافرته وَالرَّغْبَة فِي المقارضة مِنْهُ بالمحبة وَإِنَّمَا قدر النَّاس أَنَّهَا تخْتَلف من أجل اخْتِلَاف الْأَغْرَاض فِيهَا وَإِنَّمَا اخْتلفت الْأَغْرَاض من أجل اخْتِلَاف الأطماع وتزايدها وضعفها أَو انحسامها فَتكون الْمحبَّة لله ﷿ وَفِيه وللاتفاق على بعض المطالب وَللْأَب وَالِابْن والقرابة وَالصديق وللسلطان ولذات الْفراش وللمحسن وللمأمول وللمعشوق فَهَذَا كُله جنس وَاحِد اخْتلفت أَنْوَاعه كَمَا وصفت لَك على قدر الطمع فِيمَا ينَال من المحبوب فَلذَلِك اخْتلفت وُجُوه الْمحبَّة وَقد رَأينَا من مَاتَ أسفا على وَلَده كَمَا يَمُوت العاشق أسفا على معشوقه وبلغنا عَمَّن شهق من خوف الله تَعَالَى ومحبته فَمَاتَ ونجد الْمَرْء يغار على سُلْطَانه وعَلى صديقه كَمَا يغار على ذَات فرَاشه وكما يغار العاشق على معشوقه فأدنى أطماع الْمحبَّة مِمَّن تحب الحظوة مِنْهُ والرفعة لَدَيْهِ والزلفة عِنْده إِذا لم تطمع فِي أَكثر وَهَذِه غَايَة

1 / 51