Akhlaq Wa Siyar
الأخلاق والسير في مداواة النفوس
Editsa
بلا
Mai Buga Littafi
دار الآفاق الجديدة
Bugun
الثانية
Shekarar Bugawa
١٣٩٩هـ - ١٩٧٩م
Inda aka buga
بيروت
عَمَّن تقدر عَلَيْهِ وَلَا يقدر عَلَيْك وصبر عَمَّن لَا تقدر عَلَيْهِ وَلَا يقدر عَلَيْك فَالْأول ذل ومهانة وَلَيْسَ من الْفَضَائِل والرأي لمن خشِي مَا هُوَ أَشد مِمَّا يصبر عَلَيْهِ المتاركة والمباعدة وَالثَّانِي فضل وبر وَهُوَ الْحلم على الْحَقِيقَة وَهُوَ الَّذِي يُوصف بِهِ الْفُضَلَاء وَالثَّالِث يَنْقَسِم قسمَيْنِ إِمَّا أَن يكون الْجفَاء مِمَّن لم يَقع مِنْهُ إِلَّا على سَبِيل الْغَلَط وَيعلم قبح مَا أَتَى بِهِ ويندم عَلَيْهِ فالصبر عَلَيْهِ فضل وَفرض وَهُوَ حلم على الْحَقِيقَة وَأما من كَانَ لَا يدْرِي مِقْدَار نَفسه ويظن أَن لَهَا حَقًا يستطيل بِهِ فَلَا ينْدَم على مَا سلف مِنْهُ فالصبر عَلَيْهِ ذل للصابر وإفساد للمصبور عَلَيْهِ لِأَنَّهُ يزِيد استشراء والمقارضة لَهُ سخف وَالصَّوَاب إِعْلَامه بِأَنَّهُ كَانَ مُمكنا أَن ينتصر مِنْهُ وَإنَّهُ إِنَّمَا ترك ذَلِك استرذالا لَهُ فَقَط وصيانة عَن مُرَاجعَته وَلَا يُزَاد على ذَلِك وَأما جفَاء السفلة فَلَيْسَ جَزَاؤُهُ إِلَّا النكال وَحده من جَالس النَّاس لم يعْدم هما يؤلم نَفسه وإثما ينْدَم عَلَيْهِ فِي معاده وغيظا ينضج كبده وذلا ينكس همته فَمَا الظَّن بعد بِمن خالطهم وداخلهم والعز والراحة وَالسُّرُور والسلامة فِي الِانْفِرَاد عَنْهُم وَلَكِن اجعلهم كالنار تدفأ بهَا وَلَا تخالطها لَو لم يكن فِي مجالسة النَّاس إِلَّا عيبان لكفيا أَحدهمَا الاسترسال عِنْد الْأنس بالأسرار الْمهْلكَة القاتلة الَّتِي لَوْلَا المجالسة لم يبح بهَا البائح
1 / 27