Akhlaqin Nabawiyya
الأخلاق النبوية في الصراعات السياسية والعسكرية
Nau'ikan
وأعطى رسول الله كسوة ونفقة لابنة حاتم الطائي عندما وقعت أسيرة في أيدي المسلمين، بل حملها حتى خرجت مع بعض أناس من قومها(1).
خامسا : عفوه عن مشركين قاتلوا يوم الفتح :
وأطلق يوم فتح مكة (رمضان 8ه/ يناير 630 م ) جماعة من قريش فكان يقال لهم : الطلقاء(2).
فهذه نماذج، تبين لك مدى رحمة النبي - صلى الله عليه وسلم - للأسرى، وهذه المواقف وغيرها تكشف الستار عن شخصية بلغت من السمو والرفعة مبلغا بعيدا، شخصية تحرك الأفئدة نحوها بفيض عارم من الرحمة والعفو والجاذبية .
المبحث الخامس
رحمته لقتلى العدو
المطلب الأول : مواراة جيف قتلى العدو في بدر:
فلما انتصر النبي - صلى الله عليه وسلم - على المشركين في معركة بدر نصرا ساحقا، وقتل في هذه الموقعة سبعون من صناديد الوثنية، لم يأمر النبي - صلى الله عليه وسلم - بالتمثيل بجثث القتلى أو إهانتها، بل أمر رسول الله- صلى الله عليه وسلم - بدفن هذه الجثث في بئر من آبار بدر القديمة ..
وقد ورد أنه -صلى الله عليه وسلم- وقف على القتلى فقال - يعاتبهم في حرقة - : «بئس عشيرة النبي كنتم لنبيكم، كذبتموني وصدقني الناس، وخذلتموني ونصرني الناس، وأخرجتموني وآواني الناس»(3) .
Shafi 47