إلى سيد السادات قد جعلوا القصدا
تحلل عقد الصبر من كل صابر
وما حلت الأيام من عقدهم عقدا
وكنا في الصدر الأول ملوكا فصرنا سوقة، وكنا فرسانا فصرنا رجالا، وليتنا لا ننقطع عن الطريق. والله المستعان على المصائب، وهو المسؤول أن لا يسلبنا هذا الرمق، إنه جواد كريم، منان رحيم، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. ص96 و97.
فهل رأيت تحرقا أمر من هذا وألذع؟
أصل التصوف
وهذا التصوف الذي يترسم الغزالي آثار أصحابه ليس في جملته مما تدعو إليه الشريعة الإسلامية، وإنما هو مزيج من عدة مذاهب هندية وفارسية ويونانية، نقلت إلى المسلمين، وصادفت هوى في نفوس الزاهدين منهم، فوسموها اسم الدين، ووضعوا لها على حسابه القواعد والأصول.
ويمكن الحكم بأن ما في التصوف من الدعوة إلى طهارة الباطن، وحب الخير، وبغض الشر، وما إلى ذلك مما يتعلق بخلوص النفس البشرية من خبيث الصفات، يرجع في جوهره إلى روح الإسلام، أما ما يختص بقطع العلائق مع الناس، والتزهيد في الحياة، فهو بعيد عن روح الدين، لأن الإسلام دين فتح وسيطرة، وهو يعد معتنقيه لأن يكونوا سادة، بخلاف التصوف فإنه يلبس أصحابه أرواح العبيد.
أنفاس الصوفية
وإنك لترى الغزالي يحاكي الصوفية في أنفاسهم وخطرات قلوبهم ويسايرهم خطوة خطوة في ذم الناس، وشكوى الزمان ، وأظهر ما يكون هذا في ذم الأتقياء المزيفين، وسترى أنه في كتبه الأخلاقية قد أشرب حب من يسميهم علماء الآخرة، حتى ليصف حاله بهذه الأبيات:
Shafi da ba'a sani ba