232

Akhlaq Cinda Ghazali

الأخلاق عند الغزالي

Nau'ikan

يقتضي بظاهره وجودا ثانيا بعد هذا الوجود. وقوله تعالى:

ثم استوى إلى السماء وهي دخان .

3

يقتضي بظاهره أن السموات خلقت من شيء.

وهناك صفعة ثانية تفضل بها ابن رشد على علماء التوحيد. ذلك بأن هؤلاء القوم يختلقون من الأساليب والاصطلاحات ما لا يعرفه الدين، ثم يقولون: من تعدى هذه الحدود فهو كافر.

فمال هؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثا ؟!

4

وإليك ما يقول ابن رشد في ذلك:

والمتكلمون ليسوا في قولهم أيضا في العالم على ظاهر الشرع، بل متأولون، فإنه ليس في الشرع أن الله كان موجودا مع العدم المحض، ولا يوجد هذا فيه أيضا أبدا، فكيف يتصور في تأويل المتكلمين في هذه الآيات أن الإجماع انعقد عليه؟ ثم قال: والظاهر الذي قلناه من الشرع في وجود العالم قد قال به فرقة من الحكماء. ويشبه أن يكون المختلفون في هذه المسائل العويصة إما مصيبين مأجورين، وإما مخطيئن معذورين، فإن التصديق بالشيء من قبل الدليل القائم في النفس هو شيء اضطراري لا اختياري، أعني أنه ليس لنا أن نصدق أو لا نصدق، كما لنا أن نقوم أو لا نقوم، وإذا كان من شرط التكليف الاختيار، فالمصدق بالخطأ من قبل شبهة عرضت له إذا كان من أهل العلم معذور، ولذلك قال عليه السلام: «إذا اجتهد الحاكم فأصاب فله أجران، وإن أخطأ فله أجر».

وبمناسبة كلام ابن رشد نقرر أن علماء التوحيد أسرفوا في تكفير الفلاسفة بل أسرفوا في تكفير بعضهم البعض، بأسباب ضعيفة لا يعرفها الإسلام، ومازالوا يسرفون حتى حفظ عنهم الرأي العام جملة تعابير هي مناط الكفر والإيمان. وفي كتاب «فيصل التفرقة» للغزالي مظهر لهذه الآراء الفلسفية التي ظنها الأولون حقائق، وهي في الواقع أباطيل.

Shafi da ba'a sani ba