إن كتبنا المنهجية ليست من معجن مصنفيها، ولا من خبز فرنهم وتنورهم. وهي تسمم عقلية الطلاب الذين يعتمدون عليها ليواجهوا بها الامتحانات الرسمية.
وهكذا، فإنك إذا فتشت عن شخصية بين معالجي أبحاث البكالوريا، فإنك لا تعثر إلا على إسطوانات ذوات ألحان مكسرة.
أما الموضوعات التي تلقى فهي تكرر كل عام بصورة أخرى؛ وسبب ذلك تلك الكتب السطحية المنهجية التي يقصد بها التجارة. فلم لا تؤلف الوزارة المسئولة لجنة تسهر على الكتب المدرسية وتنقيها من الزوان والشيلم؟ فهذه الكتب الفارغة إلا من الورق وهذا المنهاج المضخم الوارم يجب النظر فيها سريعا لتصان الثقافة قبل اندثارها الكلي.
فليتنا نعود إلى الشدة في المدارس والقسوة في الامتحانات، ففيهما صيانة كرامة العلم والتعليم.
كان المعلم يضرب بالمخمس؛ أي الكف، فصار الطالب يشهر المسدس، وكفى الله المؤمنين القتال.
وأخيرا أقول: ما بقي إلا أن تضع مدارسنا الابتدائية لشهاداتها بزة رسمية ذات شرابة وقبعة ورداء، فيكتمل النقل بالزعرور، ومن يمنعها؟
خطرات
1
لقد أراني ما طرأ على نظري من خلل أشياء لا عهد لي بجمالها، فتحقق لدي أن الجمال في نفس الناظر لا في نفس المنظور.
إن الاكتشافات الحديثة تغير النظريات المحاطة بهالة تقديس، ورب عظمة متحجرة هي أصدق من ملايين الكتب.
Shafi da ba'a sani ba