إن ما ينقل من هنا وهناك، وتجمع أطرافه وأذياله ليصير دراسة ليس بذي بال عند الممتحن الحصيف.
وعلم الأصول من نحو وصرف وبلاغة إما أعرضت عنه؛ لأنك رأيت كتاب اليوم يصرحون بأن هذا لا يفيد، وقد أعرضوا هم عنه فسرت أنت وراءهم؟
لست أضع كل الأعباء على كتفيك، ولكن أريدك أن تكون أشد انتباها، فمهما كان أستاذك غير ضليع، يظل أسمن منك ضلعا فهو على الأقل يكتب صحيحا، وأنت - رعاك الله - لا تراعي حرمة اللغة، ظانا أنك، إذا استظهرت ما أملي عليك، ربحت المعركة.
لا يا ابني، إن من يسير وراء القدماء ولا يفكر لا تظهر شخصيته. والشخصية أعظم جدا من المنهاج المطبق؛ أي السير على الطريق المعبدة.
نريد أن تظهر شخصيتك أدبيا في الدراسة الثانوية. أما شخصيتك السياسية والحزبية فهذه موضعها في الدروس الجامعية: الحقوق والطب وغيرهما، وغيرهما!
أتعترف الآن بأنك لم تكن على حق حين كنت تفكر بالإضرابات لأجل قضايا تافهة ، وكل ذلك لكي تتخلص من الدروس؟
إذا كانت الشئون الكبرى لا تصح مقاومتها بتعطيل العمل، فكيف بالشئون الصغرى؟
فعند أقل حادث نلجأ إلى الإضراب، ونطلق الكتاب، وهذا عمل لا يتفق مع الدروس الثانوية، والعلم عامة لا يسع معه شيئا.
إن الشهادات لا تنال بالاحتجاجات والمؤتمرات، إنما تنال بالدرس الذي لا ينقطع. فلندع معالجة الشئون الطارئة لأربابها. أما أنتم الآن فلا شئون عندكم ولا شجون.
أما المدارس فعليها أن تقف من طلابها موقفا صارما، فلا ترقي ولا ترفع لأجل دمعة فرت من عين، أو كلمة تهديد يرسلها أب جاهل. فالعلم لا يؤخذ غلابا ولا بالتمني «والخاطرشن» ...
Shafi da ba'a sani ba