وتزعم أنك جرم صغير
وفيك التقى العالم الأكبر
إن الذين يشقون الطريق إلى العوالم الأخرى، ويحاولون الوصول إلى جارنا القمر ليزوروه زيارة ودية ، يعجزون عن خلق شيء مثلك ... يخلقون آلات تحتاج إلى وقود ومدبرين، أما أنت فوقودك منك وفيك وتدير نفسك بنفسك. إن القيود التي تديرك لتضحكك إذا فهمت حقيقتها.
أتعرف ما في يديك ورجليك وعينيك وأذنيك ونخاعك من قوى لا تقدر؟
اذهب إلى غرفة التشريح، وإياك أن تقول بعد ذلك: ليس لدي رأس مال أباشر به عملا. إن في كل واحد منا، حتى الذي ليس عنده عشاء ليلة، جهازا يمكنه، إذا كد واجتهد، من خلق الأقمار والصواريخ وقنابل وعجائب لم تظهر بعد.
ولكن إذا كنت رخوا لا يعنيك إلا أن تأكل وتشرب وتنام وغير ذلك، فلا تفلح أبدا، ولو نادوك ألف مرة في اليوم: حي على الفلاح.
والغريب جدا أنك تندب قلة حظك، وتشكو أن لا حظ لك. إنك تريد الدجاجة منتوفة محلوقة مطبوخة مقدمة لك على صينية فضية. إن هذا لا يكون؛ فإذا أردت أن تأكل طعاما شهيا لذيذا، فلا بد من حرق اليدين. ثم كيف تشكو غياب الحظ وبعده عنك وهو بين يديك؟
إن في يديك عشرة حظوظ لا حظا واحدا، فأصابعك العشر كل واحدة منها حظ. فاعمل بها وأقبر الفقر.
اعتمد على قول الشاعر وامض في طريقك بحزم وصبر، ولا تلتفت وراءك، وإذا كنت لا تعد النجاح إلا في كسب المال، فاعلم أنك ستمسي غنيا إذا عملت بحماسة.
بيد أن المال يزول، وهو لم يوجد إلا لقضاء الحاجة، إنه واسطة لا غاية.
Shafi da ba'a sani ba