قَالَ بلَى انه رَبِّي وَرب آبَائِي الْأَوَّلين يحيي وَيُمِيت وَهُوَ بالمرصاد كَبِير متعال وَمن وَرَاء الْعباد فَقَالَ مُعَاوِيَة كنت أحب ان اراك فِي هَذَا الْمقَام حَتَّى يصيبك ظفر من أظفاري اهدي بِهِ نَفسِي مِمَّا تَجدهُ مِنْك وَمن مرارات أدخلتها بكلامك وَصدق قتالك يَوْم صفّين على قلبِي وَلَقَد كنت أتوقع عذرك يصلني مَعَ الترغيبات الَّتِي رغبتك عل اني اقامسك شطر قلبِي فَمَا فعلت
فَقَالَ لَهُ صعصعة وَكَذَلِكَ كنت أَنا أَقُول ان لَا تقعد هَذِه الْقعدَة وَلَا وَلَا تستعير هَذِه الْعَارِية وَلَقَد فرحت لَك لِأَنَّهُ مقَام يورثك النَّار فِي لظى الخلود السرمد وَقد كنت أحب ان لَا احييك بِهَذِهِ التَّحِيَّة حَتَّى تفي مقادير الله تَعَالَى فِيك وَأما قَوْلك لَو عذرت لقاسمتك شطر دولتك فَإِن رَسُول الله ﷺ لوفائي لَهُ وحفظي وَصيته وتلزمي بسنته فَيكون أَمْرِي فِي دولته ومملكته كأمره وَمَا عِنْد الله خير وابقى للابرار
فَالْتَفت مُعَاوِيَة إِلَى عَمْرو بن الْعَاصِ وَقَالَ لَهُ أوسع لخالك حَتَّى يجلس إِلَى جَنْبك فَقَالَ عَمْرو لَا أوسع لَهُ انه ترابي فَقَالَ صعصعة أجل وَالله من التُّرَاب خلقت وَإِلَيْهِ أَعُود وَمِنْه أبْعث وانك يَا بن الْعَاصِ نَارِي من النَّار خلقت وإليها تعود فَضَحِك مُعَاوِيَة حَتَّى اسْتلْقى على صفحته ثمَّ عَاد فَقعدَ وَقَالَ يَا بن
1 / 30