وقال الأصمعي أخبرني عيسى بن عمر قال الديل بن بكر الكناني إنما هو الدُّؤل فترك أهل الحجاز الهمز وأنشد لكعب بن مالك.
جاؤوا بجيش لو قِيسَ مُعْرسُه ... ما كان إلا كمُعْرَس الدُّئل
والذي يقول أبو الأسود الديلي يريد به النسبة إلى الدؤل على تخفيف الهمزة الذي ذكرناه لأنه لا خلاف في نسبه.
وكان أبو الأسود ممن صحب عليًا صلى الله عليه وكان من المتحققين بمحبته ومحبة ولده وفي ذلك يقول:
يقول الأرذلون بنو قشير ... طوالَ الدهر لا تنسى عَلِيّا
أحِب محمدًا حبًا شديدا ... وعبَاسا وحَمْزةَ والوصيّا
فإن يك حبُّهم رُشدًا أُصِبْه ... وليس بمخطئ إن كان غَيّا
وكان نازلًا في بني قشير بالبصرة وكانوا يرجمونه بالليل لمحبته لعلي وولده فإذا أصبح وذكر رجمهم قالوا: الله يرجمك، فيقول لهم: تكذبون لو رجمني الله لأصابني وأنتم ترجمون فلا مصيب.
وقد اختلف الناس في السبب الذي دعا أبا الأسود إلى ما رسمه من النحو، فقال أبو عبيدة معمر بن المثنى:
1 / 12