فعادوا إلى الحضرة المطهرة، وسألوا أن يخفروا ممن ينفذ معهم إلى أن يصلوا إلى العرب الذى جرى رسمهم بخفارتهم فى غير عمل آمير المؤمنين ، فأخذ معهم أخو معضاد / الواصل من المغرب ومعه من الغلمان الرماة وغيرهم نحو الثلاثمائة فارس وأربع مائة من الرجالة ، وتوجهوا حينئذ للمسير .
وفي يوم الأحد لاثنتى عشرة ليلة بقيت من شهر ربيع الآخر ، جلس أمير المؤمنين للناس فى المجلس الذى يجلس فيه أبوه بقصر الذهب ، ودخل الناس إليه من باب العيد ، ودخلت فيمن دخل على رسمى ، وجلسنا بحضرته - عليه السلام - مع من جرى رسمه بالجلوس . ودخل إليه حسين بن حسن بن حمدان ، الملقب بناصر الدولة ، المستخدم - كان - بطرابلس ، لأنه وصل فى هذا اليوم مصروفا عن عمله ، فلقى بالبنود والطبول ، وكان عدة البنود أربعين بندا ملونة ، وخمسة بنود مذهبة ، ودخل بدخوله الشريف ابن موسى المقم- كان - بدمشق . فلما وصلا إلى حضرة أمير المؤمنين - عليه السلام - قبلاالتراب، ثم قبلا يده ووقفا يبن يديه ، فأمرهما بالجلوس فجلسا ، وكان الآمر لهما القائد معضاد عنه - عليه السلام - وكان جلوسهما بين الصفين . ثم انقضى السلام وانصرف الناس .
Shafi 58