وحين خبرن عنه أن قد

خان ودادى ولم أخنه

هجرته عبرة عليه

فكان ما قد حذرت منه

وقائل: حم من قد

تهواه يوم الفراق

فقلت غير بديع :

أعداه حر اشتياقى

رأيتك لا تلوى عن الحمد راغبا

وتبذل في الشكر اليسير الرغائبا

سبقت إلى العلياء سبق مجاود

وخلفت من باراك يجهد طالبا

وأنى له قد فت فوت مدرب

جاوزت حتى قد علوت الكواكبا ؟

قطنت العلا لما ملكت جميعها

ونوزعتها حينا فاصبحت غالبا

وما حزتها إلا بحقك سالفا

وما غاصب أمرا كمن حاز واجبا

محلك عنه الطرف يرجع خاسئا

فكيف بمن أضحى له الآن خاطبا؟

لقد رام ممنوعا وحاول منكرا

وسلم مقهورا وعاود خائبا

إليك نجيب الدولة الشيخ انني

دعوتك ارجو أن تكف النوائبا

أجبنى ، فإنى واثق بك ، راغب

إليك وأولى من تقلب راغبا

مقالك حقا والفا لك شيمة

ولست ترى إلا الفضائل كاسبا

يذكر وعدا كان منك لقاصد

يروح ويغدو راجيا لك وافبا

أجرنى فأنت المرء يرجى ويتقى

فما إن يرى إلا صفوحا وواهبا

يمن على الجانى وإن جل جرمه

وتجزل - جودا - للعفاة المواهبا