109

قال ابن زبالة: إنه لما احتيج لدار حفصة - يعنى حجرتها - قالت: كيف طريقى إلى المسجد، فقيل لها: نعطيك أوسع من بيتك ونجعل لك طريقا مثل طريقك، فأعطيت دار عبيد الله بن عمر، التي صارت إليه بعد حفصة، وكانت مربدا، وروى ابن زبالة أن عمر بن عبد العزيز بعث إلى رجال من آل عمر، وأخبرهم أن أمير المؤمنين كتب إليه أن يبتاع بيت حفصة، وكان عن يمين الخوخة أي من داخل المسجد، فقالوا: ما نبيعه بشيء، قال: إذا أدخله في المسجد، قالوا: أنت وذاك فأما طريقنا فإنا لا نقطعها، فهدم البيت، وأعطاهم الطريق ووسعها لهم. وقد جاء عن ابن زبالة أن الوليد لما حج وطاف في المسجد رأى هذا الباب في القبلة فقال لعمر: ما هذا الباب؟ فذكر له ما جرى بينه وبين آل عمر في بيت حفصة، فقال له الوليد: أراك قد صانعت أخوالك. وجاء من روايته أيضا عن عبد العزيز بن محمد أنه كان يسمع عبيد الله بن عمر يقول: لا أماتني الله حتى أراني سدها (1).

وفي رواية لابن زبالة أنها في طريق آل عبد الله بن عمر إلى دارهم التي كانت مربدا فلما احتاج عثمان (إلى بيت حفصة لتوسيع المسجد قالت: فكيف بطريقي إلى المسجد؟ قال لها: نعطيك أوسع من بيتك ونجعل لك طريقا مثل طريقك، فأعطاها إياه والله أعلم (2).

كما روى ابن زبالة أنه كان فيها - أي الخوخة - أسطوان مربعة قائمة يقال لها: المضمار في قبلة المسجد يؤذن عليها بلال في عهد النبي صلى الله عليه وسلم (3).

Shafi 111