قال الأيلي: وشهدت ابن وهب بعد الجمعة وهو يقرأ عليه في منزله كتاب ((الأهوال)) الذي كان يرويه، أنه بلغه عن أبي هريرة، وشهد أبو أسامة البكاء، فأفرغ ابن وهب في البكاء وأبو أسامة، ثم إن أبا أسامة قام بتلك الزفة يقرأ، ورتب ابن وهب على حاله في البكاء، والقارئ يقرأ وابن وهب ينشج رافعا صوته، حتى أني لأحسب من كان منه على خمسين ذراعا يسمع صوته، فلم يزل كذلك حتى مال على الحائط الذي كان مستندا عليه، ثم احتمل وحمل إلى منزله، فلم يزل على تلك الحال لم يعقل عقلا يعرف أنه يعقل فيه حتى توفي رحمه الله، وكنا نرى أن قلبه قد انصدع.
Shafi 94