39

Akhbar al-Dawla al-'Abbasiyya

أخبار الدولة العباسية

Bincike

عبد العزيز الدوري، عبد الجبار المطلبي

Mai Buga Littafi

دار الطليعة

Inda aka buga

بيروت

Nau'ikan

أتاه الحاجب قال: إنّا معشر بني عبد مناف إذا حضرت الصلاة لم نقم حتى تقضى الصلاة، أصلّي وآتيه إن شاء الله. فرجع فأخبره، فقال: صدق. فلمّا صلّى العصر دخل فقال: يا أبا العبّاس ادخل بيت المال فخذ حاجتك- وإنّما أراد أن يعلم الناس من أهل الشام أنه صاحب دنيا- فعرف ابن عباس [١٤ أ] ما يريد، فقال: ليس ذاك لي ولا لك، فإن أذنت لي أن أعطي كل ذي حقّ حقّه فعلت. فقال: أقسمت عليك لما دخلت بيت المال وأخذت، فدخل فأخذ منه برنس خزّ، ثمّ خرج فقال: يا أمير المؤمنين بقيت لي حاجة قال: وما هي؟ قال: علي ﵇، قد عرفت فضله وسابقته وقرابته [١]، قد كفاكه الموت، أحبّ ألّا يشتم على منابركم، قال: هيهات يا ابن عباس، هذا امر دين، أليس وأ ليس [٢] فعل وفعل؟ قال: أنت أعلم. ثمّ خرج متوجها إلى المدينة منصرفا. عبد الله بن زاهر [٣] الكوفي عن محمد بن أبي عمير عن عمر بن أذينة عن أبان بن أبي عيّاش عن سليم بن قيس الهلالي: أنّ معاوية لما ورد المدينة حاجّا، في خلافته استقبله أهل المدينة وهم قريش، فقال: ما فعلت الأنصار؟ فقيل: إنّهم محتاجون، لا دوابّ لهم. فقال معاوية: فأين نواضحهم؟ فقال قيس ابن سعد بن عبادة: أحربناها [٤] يوم بدر وأحد، وما بعدهما من مشاهد رسول الله ﷺ حين ضربوا أباك على الإسلام حتى ظهر أمر الله وهم كارهون، فسكت معاوية، فقال قيس: أما إنّ رسول الله صلّى

[١] في الأصل: كرر الناسخ كلمة «قرابته» مرتين. [٢] هكذا. والصحيح أن تتقدم همزة الاستفهام على واو العطف: أليس أو ليس. [٣] في الأصل: ذاهر. [٤] في الأصل: «جربناها»، والتصحيح من أنساب الأشراف ص ٢٩٣ (الرباط)، وفي هامشه «أي أهزلناها» .

1 / 45