239

Akhbar al-Dawla al-'Abbasiyya

أخبار الدولة العباسية

Editsa

عبد العزيز الدوري، عبد الجبار المطلبي

Mai Buga Littafi

دار الطليعة

Inda aka buga

بيروت

Nau'ikan

ذكر السواد
قال: ثم قال أبو هاشم: إنّ أبا عبد الله كان يقول في وقتكم في ظهور راياتكم السود قولا قد اقترب. قال: فقال إبراهيم: إذا شارفتم الثلاثين والمائة نجم حقّكم ثم لا يزال في نماء، وظهور دعوتكم في البلاد كلّها، والسواد يا أبا هاشم لباسنا ولباس أنصارنا وفيه عزّنا، وهو جند أيّدنا الله به، وسأخبرك عن ذلك. كانت راية رسول الله ﷺ سوداء، وكانت راية علي بن أبي طالب سوداء، فعليكم بالسواد فليكن لباسكم، وليكن شعاركم: يا محمد يا منصور. قال: وأمر أبا هاشم بالانصراف [١١٧ ب] والمضيّ إلى خراسان وأمره أن يأمر الشيعة بتسويد الثياب والرايات السود، ويعدّوها إلى وقت خروجهم. فانصرف أبو هاشم ومعه أبو سلمة إلى الكوفة، فلما قدمها تعلّق به [١] غرماء له [٢] فحبسوه في دين كان لهم عليه، وبعث أبا سلمة إلى خراسان، ودفع له ثلاث رايات سود، وأمره أن يدفع واحدة إلى من بمرو من الشيعة، ويدفع واحدة إلى من بجرجان من الشيعة، ويبعث بواحدة إلى ما وراء النهر. فشخص أبو سلمة إلى خراسان فكان أوّل من قدمها بالرايات السود. وكان ممّا قوّى راية الأئمة في السواد أمور منها: ما جاء فيه من ظهور الرايات السود، ومنها أنّ راية النبيّ ﷺ كانت سوداء، ومنها أنّ راية علي بن أبي طالب ﵁ كانت سوداء وفيها يقول القائل يوم صفّين:

[١] في الأصل: «بهم» .
[٢] في الأصل: «لهم» .

1 / 245