يضاحك الشمس منها كوكب شرق ... مؤزر بعمسم النبت مكتهل
يوما بأطيب منها نشر رائحة ... ولا بأحسن منها إذ دنا الأصل
قال الأصمعي: قال أبو عمرو بن العلاء: لم يقل في وصف جمال النساء وطيب نشرهن أحسن من هذا الشعر ولا أبلغ.
اخبرنا الأخفش قال أخبرنا المبرد قال قال المدائني: روى عن علي بن أبي طالب ﵁ أنه قال: يجب على العاقل ثلاث خصال، أن يكون عارفا بزمانه مالكا للسانه مقبلا على شأنه. وقال عمر بن الخطاب: من قعد به أدبه لم لي يرفعه حسبه. وقال أبو بكر الصديق: التقوى الحسب.
اخبرنا ابن دريد قال اخبرنا أبو خاتم قال اخبرني أبو عبيدة قال: خرج الكميت إلى أبان بن عبد الله البجلي وهو على خراسان فجعله في سماّره، وكان في الكميت حسد، فبينما هو ذات ليلة يسمر عنده أغفى أبان وتناظر القوم في الكرم والجود، فقال أحدهم: مات الجود يوم مات الفياض، ورفع صوته فانتبه البجلي فقال: فيم انتم؟ فقال الكميت: الخفيف زعم النضر والمغيرة والنعمان والبحتري وابن عياض قال: ويوحك. زعموا ماذا يا أبا المستهلّ، فقال:
أنّ جود الأنام مات جميعا ... يوم راحوا منيّة الفياض
قال: فقلت لهم ماذا يا أبا المستهلّ؟ قال: قلت:
كذبوا والذي يلبيّ له الركب سراعا بالمفضيات العراض
لا يموت الندّى ولا الجود ما عا ... ش أبان غياث ذى الانفاض
فإذا ما دعا الإله أبانا ... آذن الجود بعده بانقراض
فقال له: أجدت فسل حاجتك. قال: تعطيني لكل بيت عشرة آلاف درهم. قال: أفعل وأزيدك عشرة آلاف من عندي. فأمر له بستين ألف درهم.
اخبرني الأخفش قال اخبرني أبي عن جدّي عن إسماعيل بن نوبخت قال: قصد أبو نواس بعض النوبختية من الكتاب وكأن بعض أجداد ذلك الكاتب كتب لبعض الأكاسرة فوجد كسرى على بعض حظاياه فدفعها إلى ذلك الكاتب النوبختي وأمره بقتلها، فكره أن يقتلها فتتبعها نفس الملك، وخشي أن يستبقيها فيتهمه بها. فاستبقاها وجبّ نفسه. ثم أن نفس الملك تتبعتها فحملها إليه، وعرفه ما صنع بنفسه، فأكبر ذلك وقال: ما جزاؤك إلاّ أن اجمع خاصّتي وأقعدك على رقبتي. فحسده وزراء الملك وقالوا له: إن هذا لقبيح ولكن يأمر الملك بأن يصاغ له تاج ويصور فيه تمثاله فيجعله على رأسه، ففعل فقال أبو نواس يذكر هذه القصة: الكامل
ما حاجة علق الهدى بنجاحها ... من حاجة علقت أبا تماّم
إن الرجال رأوا أباك بأعين ... كحلت لهم بمراود الأعظام
فلئن مددت يدا إليّ بنائل ... فلقد هززتك هزّة الصمصام
فبعث إليه بأربعة آلاف درهم، ولم يكن يملك غيرها.
اخبرنا ابن شقير قال أخبرنا ثعلب عن ابن شبةّ قال:.كانت رملة بنت عبيد الله بن معمر تحت هشام بن سليمان بن عبد الملك فجرى بينهما ذات يوم كلام فقال لها: أنت بغلة لا تلدين. فقالت سه: يأبى كرمي أن يخالط لؤمك.
قال أبو العباس: وشبيه بهذا من الجوابات المسكتة ما روى عن الخنساء حين دخلت على عائشة فأنشدتها قولها في أخيها صخر: الوافر
ألا يا صخرُ أن أبكيتَ عَيني ... لقد أَضْحكتَني زمنهَا طَويلا
بكيتكَ في نساءٍ مُعْوِلاتٍ ... وكنتُ أَحقَ منَْ أبدى العوَيلا
دفعتُ بكَ الخطوبَ وأنت حيّ ... فمن ذا يدفعُ الخَطْبَ الجَليلا
إذا قَبُحَ البكاءُ على قتيلٍ ... رأيتُ بكاءَكَ الحسًنَ الجَميلا
فقالت لها عائشة ﵂: أتبكين صخرا وهو جمرة في النار؟ فقالت: يا أم المؤمنين: ذاك أشد لجزعي عليه وأبعث لبكائي.
أنشدنا ابن دريد قال أنشدنا عبد الرحمن عن عمه لمحمد بن بشير بن عدوان: الكامل
نعم الفتى فجعت به إخوانه ... يوم البقيع حوادث الأيام
سهل الفناء إذا حللت ببابه ... طلق اليدين مؤدّب الخدّام
وإذا رأيت شقيقه وصديقه ... لم تدر أيهما ذوو الأرحام
اخبرنا نفطويه عن ثعلب عن ابن الأعرابي قال: الفسيط بالفاء: قلامة الظفر، والسفّيط بالفاء الموخّرة: الرجل السّخي. والسّقيط بالقاف: الرجل الأحمق، والسّفيط أيضا: الثلج والصقيع، والرّبيط: الراهب. والأربط: الأحمق.
1 / 47