أخبرنا ابن دريد قال حدثنا السجستاني عن الأصمعي عن أبي عمرو بان العلاء قال: قيل لرجل من بني بكر بن وائل قد كبر حتى ذهب منه لذة المأكل والمشرب والنكاح: أتحب أن تموت؟ قال: لا، قيل: فما بقي من لذاتك في الدنيا؟ شال: اسمع العجائب، وأنشأ يقول: الطويل
وهلك الفتى أن لا يراح إلى الندى ... وأن لا يرى شيئا عجيبا فيعجبا
معنى يراح: يرتاح، ومعنى الكلام: وأن لا يعجب إذا رأى العجب.
اخبرنا ابن دريد قال: حدثنا أبو حاتم عن الأصمعي قال قال رؤبة في نعت خيل وأخطأ، قال في وصف القوائم: الرجز
بأربع لا يعتلقن العفقا ... يهوين مثنى ويقعن وفقها
فقال له سلم: هذا خطأ، هذا يضير أتجعله يضرج برجله ويسبح بيده كما قال أبو النجم: الرجز
يضرج أخراه ويقفو أوله
فقال: أي بني أنت أعلم مني بالخيل، ولكن أدنني من ذنب هذا البعير. قال الأصمعي: فأدني منه فلم يصنع شيئا.
اخبرنا الأخفش عن ثعلب عن ابن شبة قال: روي عن هشام بن عروة أن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق دخل دمشق في الجاهلية فرأى جارية كأنها مهرة عربية حولها جوار يفدينها ويحلفن برأسها ويقلن: لا وحق ابنة الجودى. فوقعت بقلبه، فانصرف عنها وأنشأ: الطويل
تذكر ليلى والسماوة دونها ... وما لابنة الجودي ليلى وماليا
وكيف تعني قلبه حارثيه ... تدمن بصري أو تحل الجوابيا
وكيف يلاقيها، بلى ولعلها ... إن الناس وافوا موسما أن توافيا
قال: فما زال يشبب بها، فلما كان في خلافة عمر وأرسل إلى الشام قال لهم: أن اقتحمتم دمشق فانفوا ابنة الجودي إلى ابن أبي بكر، فأعطيها فآثرها على نسائه حتى شكونه إلى عائشة ﵂ فعاتبته على ذلك وقالت له: إن لنسائك عليك حقا. فقال: كأنما اترشف برضابها حبة رمان.
حدثنا محمد بن القاسم الأنباري قال: حدثنا أبي عن احمد بن الحارث عن المدائني قال: كان عمر بن عبد العزيز يقول: إذا كان يوم القيامة ووافينا الروم بقياصرتها والفرس بأكاسرتها جئنا بالحجاج فكان عدلا لهم. اخبرنا ابن شقير احمد بن الحسين قال اخبرنا ثعلب عن ابن الأعرابي قال: يقال لقع فلان فلانا بعينه، وزلقه، وأزلقه، وشقذه، وشوهه: كل ذلك إذا أصابه بعينه. ويقول الرجل لصاحبه إذا أجاد في عمل: لا تشوه علي: أي لا تقل لي أجدت فتصيبني بعينك. ويقال: رجل ومعيون: إذا كان به عين. ويقال: رجل شائه وشاه، ومشوه، وشقذ، وشقذان: إذا كان شديد الإصابة بالعين. قال: وكان معاوية وابن الزبير يتسايران فأبصرا راكبا من بعيد فقال معاوية: هو فلان، وقال ابن الزبير: هو فلان، فلما تبيناه كان الذي قاله ابن الزبير، فقال معاوية: يا أبا بكر ما أحسن هذه الحدة مع الكبر؟ فقال: برك يا أمير المؤمنين. فقال: برّ ك يا أمير المؤمنين. فقال: برك يا أمير المؤمنين. فسكت فقال الثالثة، فسكتُ وضحك، فقال ابن الزبير: ما أحسن هذه الثنايا وأظرف هذا الوجه مع طول العمر وكثرة الهموم. ثم افترقا فاشتكى ابن الزبير عينيه حتى اشرف على ذهابهما، وسقطت ثنايا معاوية، فالتقيا في الحول الثاني فقال له: يا أبا بكر أنا أشوى منك: أي اكبر حظا منك في الإصابة بالعين. وأنا أقل ضررا منك. قال ثعلب: هو من قولهم رماه: إذا لم يصب مقتله.
اخبرنا ابن اللأنباري عن أبيه عن بعض شيوخه عن محمد بن حازم وكان شاعرا ظريفا قال: دعانا بشار بن برد وكان عنده جاريتان تغنيان، وكان في المجلس منا يعبث بهما ويمد يده إليهما، فأنفت له من ذلك فكتبت إليه من الغد: الخفيف
اتق الله أنت شاعر قيس ... لا تكن وصمة على الشعراء
إن إخوانك المقيمين بالأمس أتوا للزناء لا للغناء
أنت أعمى وللزناة هنات ... منكرات تخفى على البصراء
هبك تستبهر الحديث فما علمك فيه بالغمز والإيماء
والإشارات بالعيون وبالأيدي وأخذ الميعاد للالتقاء
قطعوا أمرهم وأنت حمار ... موقر من بلادة وغباء
قال: فأدخلهما السوق فباعها.
ة شال: اخبرنا أبو عيسى محمد بن احمد بن قطن السمسار العجلي قال اخبرنا أبو جعفر بن أبي شيبة قال: رأيت ابن أبي العتاهية في المقابر قائما وهو يقول: الكامل
1 / 20