أخبرنا الأخفش عن ثعلب عن ابن الأعرابي قال: يقال للطريق إذا كان واضحا طريق مَهْيَع، وواضح، وبيَّن، وحَنّان، وجادة، ونَهّام، إذا كان بينا واسعا أو ضيقا. والوجب الرجل الأحمق، والوجب جمع وجبة وهي الأكلة الواحدة في اليوم والليلة، والوجب: السبق في الرمي يقال: وجبت فلانا: إذا أخذت وجبة في الرمي. والواجب: السافط، والوجيب: اضطراب القلب من الفزع، والحصن بضم الحاء وإسكان الصاد مصدر الحصان من النساء، وأنشد لجارية من الأعراب خرجت فتعرض لها رجل: السريع
يا أمتّا أبصرني راكب ... يسير في مُسْحَنْفَرِ لاحب
ما زلت أحثى التربَ في وجهِهِ ... حَثْياَ وأحَمْي حَوْزَةَ الغائِبِ
فأجابتها أمها: السريع
الحصن إذ قالواَ تَأيَّيْتِهِ ... من حَثْيِكِ التربَ على الراكِبِ
يقال: حثا فلان التراب يحثو حثوا، وحثى يحثي حثيا بالمد قصدت وتعمدت، وتأييت بالقصر والتشديد: إذا توقفت وتحبست، وينشد: مجزوء الكامل
قف بالديار وقوف زائر ... وتأىَّ إنك غير صاغر
اخبرنا الأخفش قال أخبرنا ثعلب عن أبي شبة. قال: كتب يحيى ابن سليمان بن معاذ إلى عبد الله بن طاهر كتابا صدره: جعلني الله فداك وأمتع بك، فكتب إليه عبد الله بن طاهر: المنسرح
أنلت ملكا فتهت في كتبك ... أم حكت ما عهدت من أدبك
أم قد ترى في مناصفة الاخ ... وان نقصا عليك في حسبك
إن حفاء كتاب ذي ثقة ... يكون في صدره " وأمتع بك "
أتعبت كفيك في مكاتبتي ... حسبك ما يزيد في تعبك
فأجابه يحيى: المنسرح
أنت تجني الذنوب في كتبك ... على أخ يقشعر من غضبك
أنّى توهمت ذا علي ولما ... اجن ذنبا وذاك من عجبك
وهل يجوز الدعاء في كتب ... بين الأخلاء غير " أمتع بك "
أنشدنا الأخفش لعبيد الله بن عبد الله بن طاهر: الطويل
ترى كل ذي جهل إذا زل زلّة ... تتايعَ في أمثالها وسما لها
فكن إذا كانت لذي العلم هفوة ... تحفظ منها جاهدا واستقالها
قوله تتابع، يقول تهافت فيها وتساقط غير محترز منها، ومنه قول النبي ﷺ: " تتايعون في الكذب كما يتتايع الفراش في النار " وأنشدنا له ايضا: الطويل
لكل أبي بنت يُرجّى صلاحها ... ثلاثة أصهار إذا حُمد الصَّهْرُ
فَبَعْلٌ يوافيها وخِدْر يصونها ... وقبرٌ يوافيها وخيرُهُمُ القبر
أخبرنا أبو جعفر أحمد بن محمد بن رستم الطبري. قال حدثنا المازني قال: قرأ محمد بن سليمان الهاشمي وهو أمير البصرة على المنبر " إن الله وملائكته يصلون على النبي " بالرفع فعلم انه قد لحن فبعث إلى النحويين وقال لهم: خرجوا لها وجها، فقالوا نعطف بها على موضع ان لأنها داخلة على المبتدأ والخبر فأجازهم وأحسن صلتهم، ولم يرجع عنها لئلا يقال لحن. اخبرنا الزجاج قال أخبرنا المبرد عن المازني قال حدثني الأخفش قال: كان أمير البصرة قرأ على المنبر " أن الله وملائكته يصلون على النبي " بالرفع فصرت إليه ناصحا له ومنبها فتهددني وأوعدني وقال: تلحنون أمراءكم. ثم عزل وتقلد محمد بن سليمان الهاشمي فكأنه تلقنها من المعزول. فقلت هذا هاشمي ونصيحته واجبة فجبنت وخشيت أن يتلقاني بمثل ما تلقاني به الأول. ثم حملت على نفسي فأتيته فإذا هو في غرفة وعنده أخوه والغلمان على رأسه فقلت له: أصلح الله الأمير جئت لنصيحة.
قال: قل فقلت: هذا، وأومات إلى أخيه فنهض أخوه وتفرق الغلمان: فقلت: أصلح الله الأمير، أنت أهل بيت النبوة ومعدن الرسالة والفصاحة وتقرأ " أن الله وملائكته " بالرفع وهو لحن لا وجه له. فقال: جزاك الله خيرا، فقد نبهت ونصحت فانصرف مشكورا. فلما صرت في نصف الدرجة إذا قائل يقول لي: قف مكانك فوقفت وهمتني نفسي وخفت أن يكون أخوه أغراه بي. فإذا بغلة سفواء وغلام وتخت ثياب، وبدرة، وقائل يقول: هذا لك، وقد أمر به الأمير، فانصرفت مغتبطا.
شرح المسألة
1 / 2