وَالْجُوعِ ...﴾ ١.
ولهذا قال العلماء أيضًا- حسبما في أواخر "شرح نظم بيوع" ابن جماعة ٢ - ونقله غير واحد- ما نصّه: (من البدع المحرمة: التواطؤ على ترك إهمال اقتناء الخيول لأهل القدرة، واكتساب أنواع العدّة، وتعلم الرماية التي بها يسيد الرجل ويصول ٣، وترك التحصين ٤ والتحفير على ثغور المؤمنين، قال تعالى: ﴿وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ﴾ ٥ والتحفير والتحصين من العدّة) ٦ اهـ.
قال في (الكشاف ": ("من قوة"- أي- من كل ما يتقوّى به في الحرب من
١ - سورة البقرة / آية ١٥٣، ١٥٥، ونصّها: ﴿يَا أَيُّةا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّة مَعَ الصَّابِرِينَ﴾ ﴿وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لَا تَشْعُرُونَ * وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ﴾.
٢ - هو: أبو بكر بن القاسم بن جماعة الهواري التونسي، الشيخ الفاضل، من شيوخه: "ابن واجد"، وهو أول من أدخل شرحه على الجمل لأفريقية.
وممّن شرح نظمه هذا "القبّاب لما وتوجد نسخة منه في دار الكتب الوطنية بتونس "فهرس العبدلية " رقم: ١٩٧٣٨.
وقال كنون- في ترجمة- "أبو القاسم بن خجو": (أن له كتاب: شرح نظم بيوع ابن جماعة". مات (سنة ٧١٢هـ). (وفيات الونشريسي في كتاب: "ألف سنة من الوفيات": ١٠١، كنون- النبوع المغربي: ١/ ٢٦٢).
٣ - من صال بمعنى: وثب، ويقال: "ربّ قول أشد من صول" الرازي- الصحاح: ٢٩٦).
٤ - التحصين: تقوية الموضع بالحفر وبالأسلاك الشائكة وبالألغام وبالنار. (شيت خطاب- المصطحات العسكرية: ١/ ١٨٨).
٥ - سورة الأنفال / آية ٦٠، وتمامها: ﴿وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ﴾.
٦ - لقد بحثت عنه في "شرح القباب لنظم بيوع ابن جماعة" ولكنني لم أقف عليه ولعلّه يكون في شرخ آخر.