أخبره بالذي جاء به، فأرسل "الاصبهند" إلى "قيصر": [٣٢/أ] "اني أريد أن ألقاك؟ " قال: "إذا شئت التقينا"، فالتقيا، وقال له: "إن هذا الخبيث قد همّ بقتلي، ووجّه إليّ رجلًا، لذلك، وإني أريد هلاكه- كالذي أراد مني- والبادي أظلم- فاجعل لي من نفسك ما سأطمئن إليه، فأعطيك من بيوت أمواله؟ ".
فأعطاه من المواثيق، ما اطمأنّ إليه، وسار قيصر في أربعين ألفًا، فنزل "بكسرى"، فعلم "كسرى": كيف جرى الأمر، فاحتال على بعض جنود "قيصر"، فدعا قسيسًا متبصرًا في دينه، وقال له: "إني كاتب معك كتابًا لطيفًا في جريدة، لتبلغه "الاصبهند"، ولا تطعنّ على ذلك أحدًا، وأعطاه ألف دينار، وقد علم "كسرى": أن القسّ موصل كتابه إلى "قيصر"، لأنّه لا يحبّ هلاك الروم.
وكان في الكتاب: "إلى "الاصبهند": إني كتبت إليك، وقد دنا منّي "قيصر"، وقد أحسن الله إلينا، ومكّنا منهم بتدبيرك- لاعدمت صوابًا- وأنا ممهله، حتى يقرب من المدائن ١، ثم أغافصه ٢ في يوم كذا، فأعد عليّ من قبلك ما يكون به استئصالهم.
فخرج القسّ (بالكتاب) ٣: فأوصله إلى "قيصر"، فقال قيصر: "هذا الحق، ما أراد إلاّ هلاكنا! " فتولّى منصرفًا، وأتبعه "كسرى"، ايّاس بن