قال الإمام الطرطوشي: (لا ينبغي أن يقدّم على الجيش أو يأخذ الألوية ١ إلاّ الرجل ذو البسالة والنجدة والشجاعة) ٢. [٢٨/ب]
ولله درّ قائل:
("وَالنَّاسُ أَلْفٌ مِنْهُمْ كَوَاحِدٍ ... وَوَاحِدٌ كَالْأَلْفِ إِنْ أَمرٌ عَنَّا") ٣
وإذا كان الواحد كالألف: فإذا ٤ رأي الإمام في قومه وجيشه عددًا ٥ ممّن هذه أوصافه فذلك ٦، وإلاّ "ردّ الغنم للزريبة" ٧، ولذا قالوا: (يجب على الإمام: أن
يهتمّ بأمور الجهاد، فيأمر كل قبيلة: بتعليم الحروب، والتدريب).
وإن رأي: أن يعيّن من كل قبيلة مائة أو أكثر، تتعلم الحروب والتدريب مهيئة نفسها لكلمة الأمير، وتكون تلك المائة: من الوجوه الذين لا يولّون الأدبار، وعند كل خمسة أشهر ونحوها ٨، يأمرهم بالضرب بين يديه بمرأي منه، فمن رآه ٩ منهم كثير الإصابة والتدريب أحسن إليه وقرّبه لديه، وهكذا حتى يعرف من كل قبيلة أبطالها وشجعانها، فيعيّنهم حينئذ للأسفار الأمثل فالأمثل.
ومن وجده من القبائل لم (يعتن) ١٠ بما أمره به: من تعلّم الحروب أهانها