بينهما من غير واسطة، فيكتب الأمير له بخط يده لئلا يطّلع (عليه) ١ أحد من خواصه، لأنّهم إنْ أطّلعوا (عليه) ٢: أفشوا ذلك في العمّال والولاة، وسارع الجميع لإذايته، والتحرز من إطلاعه على أمورهم.
وقد قال المأمون ٣: (ما فتق علي فتق قط إلاّ ووجدت سببه جور العمّال) ٤.
ومن الاخلال بضبط هذه الأمور: ما وقع لسلطان الجزائر، حتى استولى عدوّ الدين عليه، [قال تعالى]: ﴿إِنَّ اللَّة لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ﴾ ٥.
فاجتهدوا- أيّدكم الله-!: في القيام بحقوق العباد، قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ جَاةدُوا فِينَا﴾ أي: في حقّنا، ومن أجلنا، ولوجهنا خالصًا ﴿لَنَةدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا﴾ أي: لنهدينهم ٦ هداية إلى طريق الخير ﴿وَإِنَّ اللَّة لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ﴾ ٧ - أي: لناصرهم ومعينهم.
وعن بعضهم: (من عمل بما يعلم، وفق لما لم يعلم) ٨.