Fuka-fukin da Suka Karye
الأجنحة المتكسرة
Nau'ikan
حياة قصيرة ابتدأت بنهاية الليل وانقضت بابتداء النهار، فكانت مثل قطرة الندى التي تسكبها أجفان الظلام ثم تجففها ملامس النور.
كلمة لفظتها النواميس الأزلية، ثم ندمت عليها وأعادتها إلى سكينة الأبدية ...
لؤلؤة قذفها المد إلى الشاطئ ثم جرفها الجزر إلى الأعماق ...
زنبقة ما انبثقت من أكمام الحياة حتى انسحقت تحت أقدام الموت ...
ضيف عزيز ترقبت سلمى قدومه، ولكنه ما حل حتى ارتحل، وما فتح مصراعي الباب حتى اختفى.
جنين ما صار طفلا حتى صار ترابا ... وهذه حياة الإنسان بل حياة الشعوب، بل حياة الشموس والأقمار والكواكب ... وحولت سلمى عينيها نحو الطبيب، وتنهدت بشوق جارح ثم صرخت قائلة: أعطني ابني لأضمه بذراعي ... أعطني ولدي لأرضعه ...
فنكس الطبيب رأسه وقال والغصات تخرسه: قد مات طفلك يا سيدتي فتجلدي وتصبري لكي تعيشي بعده.
فصرخت سلمى بصوت هائل، ثم سكتت هنيهة، ثم ابتسمت ابتسامة فرح ومسرة، ثم تهلل وجهها وكأنها عرفت شيئا لم تكن تعرفه وقالت بهدوء: أعطني جثة ولدي ... قربه مني ميتا.
فحمل الطبيب الطفل الميت ووضعه بين ذراعيها، فضمته إلى صدرها وحولت وجهها نحو الحائط وقالت تخاطبه: قد جئت لتأخذني يا ولدي. جئت لتدلني على الطريق المؤدية إلى الساحل. ها أنا ذا يا ولدي فسر أمامي لنذهب من هذا الكهف المظلم.
وبعد دقيقة دخلت أشعة الشمس من بين ستائر النافذة، وانسكبت على جسدين هامدين منطرحين على مضجع تخفره هيبة الأمومة وتظلله أجنحة الموت.
Shafi da ba'a sani ba