أجنحة المكر الثلاثة
أجنحة المكر الثلاثة
Mai Buga Littafi
دار القلم
Lambar Fassara
الثامنة
Shekarar Bugawa
١٤٢٠ هـ - ٢٠٠٠ م
Inda aka buga
دمشق
Nau'ikan
وخليق أيضًا بالمساعدات العسكرية التي يقصد منها صد عدوان المعتدين وإقامة الحق والعدل أن تكون وجهًا من الوجوه الإنسانية المشرقة، ولكنها حينما تكون وسيلة للتسلط، أو تكون مصحوبة بشروط تمس كرامة الأمة، أو سيادتها، أو عقائدها أو أخلاقها، أو كيانها المتماسك القوي، أو تكون مقيدة بقيود تحجزها عن الحركة الفعلية في صد العدوان أو استرداد الحق المغصوب، فإنها لا بد أن تسفر عن وجه من الوجوه المتجهمة المتوحشة المفترسة، التي تتصنع لفريستها، فتلبس أمامها وجهًا مستعارًا تأنس به وتميل إليه، وذلك لتتمكن من تحقيق أهدافها دون أن تثير حذر فريستها، وتلجئها إلى المخابئ.
وهكذا تتنوع الوجوه المستعارة التي تخفي وراءها وجوهًا مختلفة شتى، يلاحظ أهل البصر النافذ فيه وجوه الثعالب، والذئاب، والضباع، والثعابين، والتماسيح، والفهود، والنمور وغير ذلك من وحوش البر والبحر.
أما الموقف الحزين فهو موقف الإنسانية الكريمة، التي تقف ذليلة مهينة متألمة تنظر شطر السماء، وتتحرق خجلًا من انتساب هذه الوحوش الضارية إلى سلالتها البشرية.
الوسيلة الثانية الخداع السياسي
مراقبو الأحداث يشاهدون كم نكبت البلاد الإسلامية بحيلٍ مختلفة من حيل الخداع السياسي الذي مهره الغزاة الطامعون الغربيون والشرقيون مهارة فائقة.
وعناصر الخداع السياسي ترجع إلى مجموعة من الرذائل الخلقية، كالكذب والنفاق والرياء والخيانة ونقض العهد وعدم الوفاء بالوعد ونحو ذلك.
وتاريخ المآسي التي اكتوى المسلمون بنارها على أيدي الأعداء الغزاة والطامعين مشحون بأمثلة الخداع السياسي، ومنها الأمثلة التالية:
أ - الخديعة التي وقعت الأمة العربية في فخها على أيدي الاستعماريين خلال الربع الأول من القرن العشرين للميلاد، فأدت إلى قصم ظهر الوحدة
1 / 213