أجنحة المكر الثلاثة
أجنحة المكر الثلاثة
Mai Buga Littafi
دار القلم
Lambar Fassara
الثامنة
Shekarar Bugawa
١٤٢٠ هـ - ٢٠٠٠ م
Inda aka buga
دمشق
Nau'ikan
وفي هذين الكتابين يتضح إلمام تلامذة الإمام - وهم حاملو علمه - بتاريخ المعارك الإسلامية في عهد الرسول وعهد خلفائه الراشدين.
و"جولدتسيهر" لا يخفى عليه أمر هذين الكتابين، وكان بإمكانه لو أراد الحق أن يعرف ما إذا كان أبو حنيفة جاهلًا بالسيرة أو عالمًا بها، من غير أن يلجأ إلى رواية "الدميري" في كتابه "الحيوان" وهو ليس مؤرخًا، وكتابه ليس كتاب فقه ولا تاريخ، وإنما يحشر فيه كل ما يرى إيراده من حكايات ونوادر تتصل بموضوع كتابه،من غير بحث عن صحتها. ولا يخفى ما كان من أبي حنيفة ومعاصريه ومقلديهم من بعدهم من خصومة في المنهج الاجتهادي الذي اعتمده، وقد كانت هذه الخصومة مادة دسمة لرواة الأخبار ومؤلفي كتب الحكايات والنوادر، لنسبة حوادث وحكايات، منها ما يرفع من شأن أبي حنيفة، ومنها ما يضع من سمعته، وأكثرها ملفق مختلق، موضوع للمسامرة والتندر من قبل محبيه أو كارهيه على السواء، الأمر الذي يجعلها عديمة القيمة العلمية في نظر العلماء والباحثين.
فـ"جولدتسيهر" أعرض عن كل ما دون من تاريخ أبي حنيفة تدوينًا علميًا ثابتًا، واعتمد رواية مكذوبة ليدعم بها ما تخليه من أن السنة النبوية من صنع المسلمين في القرون الثلاثة الأولى.
٢- أعرض المستشرق "جولدتسيهر" عما أجمعت عليه كتب الجرح والتعديل وكتب التاريخ، من صدق الإمام محمد بن مسلم بن شهاب الزهري ﵀ (٥٠-١٢٤هـ)، وورعه وأمانته ودينه، وزعم أن الزهري لم يكن كذلك، بل كان يضع الحديث للأمويين، وهو الذي وضع حديث: (لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد إلخ..) لعبد الملك بن مروان، وكل حجته أن هذا الحديث من رواية الزهري، وأن الزهري كان معاصرًا لعبد الملك ابن مروان!!.
٣- يحاول المستشرقون أن يؤكدوا تعالي العرب الفاتحين عن المسلمين الأعاجم، وانتقاصهم من مكانتهم، وغرض المستشرقين من هذا إفساد قلوب
1 / 145