وعقب ظهر ذلك اليوم خرجوا من صنعاء على من في بيت راشد أبو عريج وغيره في غرب شعوب، فرموا الرمي المتتابع بالمدافع حتى أخربوا تلك البيوت وأسقطوا برمي المدافع أعلى أحد البيوت فنزل من كان فيه إلى أسفل سقف فيه وهم إلى نحو اثنين وعشرين رجلا من قرية الحمي في بني الحارث، وهجم عليهم الأتراك وخرقوا بعض السقف من فوقهم وأحرقوا ما وجدوه من حطب وقصب وأدلوه إليهم ليضطروا بذلك إلى تسليم أنفسهم إلى الأتراك، فصمموا على الامتناع واستطاعوا المدافعة على أنفسهم بالرماية وتلقي ما يحرقونه ويدلونه إليهم من الحطب والقصب حتى أيس الأتراك من خروجهم للأسر وتركوهم آخر النهار عادوا نحو صنعاء خوفا على المدافع، فأقبلت القبائل من بني الحارث للتفريج على أصحابهم المذكورين وأخرجوهم من تحت السقف بسلامة جميعهم. وقد قال جماعة من الناس: إن حرب شعوب في هذا العام هو أشد حروب هذا العام فإنها أخرجت الأتراك ما يزيد على ثلاثين مدفعا ورموا بما يزيد على ثلاثة آلاف ومائتين قذيفة من قذائفها المهيلة.
حروب عصر سنحان وما إليها
Shafi 229