وكان كريم الأخلاق متواضعا. إلا أنه كان حظه دون ما هو عليه من الكمال والأهلية والاقتدار. وقد عزم إلى الاستانة في أيام السلطان عبد الحميد وعاد منها بالأمر في تعيينه بكتابة الوقف الخارجي بصنعاء، ولعل ذلك عن طلبه تلك الكتابة. ثم سار عن صنعاء ومكن قضاء إب من اليمن الأسفل إلى أن مات بمدينة المخادر من بلاد إب في رجب سنة 1327 سبع وعشرين وثلاثمائة وألف.

صنوه الأكبر عبد الرحمن المجاهد الصنعاني

القاضي العلامة عبد الرحمن بن أحمد المجاهد الصنعاني.

نشأ بصنعاء وأخذ عن أبيه وغيره، وتولى القضاء للأتراك بناحية العر بالحيمة من أعمال صنعاء. ولما وصلت أجناد الإمام المنصور في آخر سنة 1308 ثمان وثلاثمائة وألف إلى الحيمة أسروه وأرسلوه إلى سيف الإسلام محمد بن المتوكل المحسن بن أحمد وهو فيما حول صنعاء يشدد الحصار على من فيها، فحبسه في قرية بيت حاضر من قرى ناحية سنحان، ثم أرسله مع ابنه الصغير إلى الإمام المنصور.

قال القاضي علي بن عبد الله الإرياني في سيرة الإمام المنصور: فواجهه الإمام بالإجلال والإكرام وأدناه من المقام وكساه وأعطاه شيئا من الحطام. ولما سكن جأشه وزال استيحاشه جعل الإمام له أمرا على بلاد الطويلة وأركبه بغلة وأصحب معه عسكرا. ولما بلغ إلى بلاد ثلا أظهر الكامن فنجا بعض العسكر الذين معه بالبغلة إلى حضرة الإمام..إلخ.

وقال القاضي حسين بن أحمد العرشي في حوادث شهر جمادى الأولى سنة 1309 تسع: وفي هذه الأيام وصلت مكاتيب من القاضي عبد الرحمن المجاهد الفار يتلطف فيها إلى أنه يريد مجاورته والدخول في جملة جماعته مع نصائح أهداها وعيون ألقاها، وقد كان من أمره ما كان..إلخ.

Shafi 200