وفي شهر شعبان من هذه السنة عاد الوفد الإمامي من الاستانة إلى اليمن، وكان دخول الوالد العلامة عبد الله بن إبراهيم إلى صنعاء، فاستقبل استقبالا رائعا وبات ليلته بصنعاء ثم سار اليوم الثاني نحو الإمام أيده الله، ولم يتم إسعاد الأمراء للدولة العثمانية بالاستانة إلى الصلح الذي كان الشروع في المراجعة فيه قبل خلع السلطان عبد الحميد لاعتراض بعض الاتحاديين ونحوهم.
تبين ظلما صك من هو له السمعا
في شهر محرم الحرام من هذا العام رفع إلى حضرة مولانا الإمام عليه السلام القاضي العلامة الوجيه عبد الكريم بن أحمد بن عبد الله مطهر الصنعاني قصيدة رائعة مع نثر بليغ يتضمن ذكر الفاجعة بقتل جماعة من آل سعدان من ذي محمد لوالدته في نقيل مسوره وسوق رباخ باليمن الأسفل وإن ذلك بمساعدة الشيخ عبد الله قاسم الشهاري من مشائخ قضاء العدين عن أمر عزت بك القائمقام حينذاك في قضاء إب لا لسبب غير قيام والده القاضي أحمد بن عبد الله مطهر بإنفاذ أحكام الشريعة المطهرة أيام توليته القضاء في العدين ومطلع القصيدة:
هو البان فلتذر العيون به الدمعا ... فواجب رسم البين يقضي به شرعا
وذا ربعها فاسأل طلول رسومه ... لمن كان في غصن الشباب له ربعا
عفا رسمه لما انقضى دهر وصلنا ... به وانثنى عهد المودة لا يرعى
وأضحت عوادى البين تجرى سمومها ... علينا وتصمينا إذا كررت لسعا وتنصب بالأسقام ضيما كأنما ... أصابت فؤاد الصب من نفثها أفعى
Shafi 182