الحمد لله الذي أقام دينه بالأئمة، ورفع بهم الظلم والأمور الملمة، وأيدهم بخواص من المؤمنين لا يزالون على مناهجهم إلى يوم الدين، يذودون بهم العاصي، وينزلونه من الصياصي، ويأخذون منه بالنواصي. ألا وإن من المعاصي الكبائر، والموبقات الفواقر، معاونة الظلمة والميل إليهم والدخول بينهم، والركون إليهم، والتشبه بهم والتسويد لهم، لا سيما طوائف العجم الذين إرادتهم هدم هذا الدين، واغتيال جماعة المسلمين. وقد جاء في تحريم ذلك آيات بينات، ودلائل واضحات، تقرع الأسماع، وتوقظ أهل الأماني الكاذبة والأطماع. قال الله تعالى: (ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار وما لكم من دون الله من أولياء ثم لا تنصرون) قال العلماء المفسرون: النهي متناول للانحطاط في هواهم، والانقطاع إليهم، ومصاحبتهم ومجالستهم وزيارتهم ومداهنتهم والرضا بأعمالهم، والتشبه بهم والتزين بزيهم، ومد العين إلى زهرتهم، وذكرهم بما فيه تعظيم لهم، فإن الركون هو الميل اليسير، وقال تعالى: (لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله، ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم) وفي هذه الآية مبالغة عظيمة في النهي والزجر عن الملابسة، والتوصية بالتصلب في مجانبة أعداء الله ومباعدتهم والاحتراس عن مخالطتهم ومعاشرتهم، وقد جاء في الآثار ما يكشف العمى ويذهب الظمى, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من مشى إلى ظالم وهو يعلم أنه ظالم فقد برئ من الإسلام، من أعان ظالما أغرى به الظلمة وأعوانهم في النار، من اختار الدنيا على الآخرة فله النار، لقوله تعالى: (من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون، أولئك الذين ليس لهم في الآخرة إلا النار وحبط ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا يعملون)..إلخ.
أعضاء اليمن بمجلس المبعوثان
في جمادى الآخرة من هذا العام: أعلنت الحكومة العثمانية الحرية والدستور، ومعناهما الإنصاف للأعالي والأسافل وجعل الأمر شورى، ووصلت الأوامر حكومتهم باليمن بأنه سيشكل مجلس المبعوثان للنواب وأن ترسل اليمن من يختارهم أهله للحضور عنهم في ذلك المجلس، فأرسل الوالي أحمد فيضي باشا ممن ير نصبهم هو لذلك السيد البارع علي بن محمد بن أحمد المطاع العلوي الصنعاني. والسيد العلامة علي بن حسين بن محمد الحسني الذماري الملقب البلس، والقاضي علي بن حسين الحلالي الآنسي، وطاهر أفندي رجب الحديدي وغيرهم من أعيان البلاد التعزية وغيرها.
Shafi 161