وكان قد سار عقيب خروج الأتراك إلى خولان السيد محمد بن يوسف الكبسي، والسيد محمد بن علي الشامي في جموع من قبائل خولان وغيرهم إلى قرية خبة بالخاء المعجمة، وإلى قرية عدار بالعين المهملة المفتوحة من قرى ناحية بلاد الروس فقصدتهم الأتراك إلى هنالك وكانت بينهم الحرب، ثم انتقلت العرب إلى قرية الدار البيضاء الحصينة من بلاد الروس على مسافة مرحلة كاملة جنوبا من صنعاء، ووصل لإمداد العرب إليها الشيخ علي المقداد في بعض القبائل من بلاد آنس، فقصدتهم الجموع الكثيرة من الأتراك في المدافع العديدة إلى تلك القرية، ودامت الحرب الضروس بين الطرفين نحو أربعة أيام في خارج القرية وفي شوارعها وهاجمت جموع الأرنوط من العجم المهاجمات العديدة وأخربت المدافع الدور التي فيها الأقوام العربية وانجلت تلك الملاحم المهيلة عن نحو خمسمائة قتيل من الأتراك وفرار العرب ليلا عن القرية إلى قرية رهم بلسنة وغيرها ثم إلى بلاد بني مطر من ناحية بلاد البستان، فقصدتهم الأتراك إلى جبل قيفان من بني مطر وكانت بينهم فيه ملاحم انتهت بانتقال العرب إلى بلاد الحيمة وكانت بينهم وبعض الأتراك بعض حروب هنالك حتى وصل -إلى بلاد الحيمة من حضرة الإمام- سيف الإسلام محمد ابن الإمام المتوكل على الله المحسن بن أحمد.
Shafi 123