وكانت بيعته عليه السلام أثناء إقامته ببغداد حيث ورد إليه رجالات أهل الديلم يطلبون منه قبول بيعتهم ونصرتهم له على إحياء دين الله وألحوا عليه غاية الإلحاح، وخرج من بغداد مستترا أثناء غياب معز الدولة بعد أن تعين عليه فرض القيام بالأمر بعد البيعة والنصرة، فاستقام له الأمر (بهوسم) ونفذ أمره في الجيل والديلم.
والإمام المهدي هو من أظهر القول بأن (كل مجتهد مصيب) في المسائل الفرعية، وذلك بسبب الخلاف الذي نشب بين أتباع مذهب أهل البيت في الجيل والديلم، فأهل الديلم كانوا يعتقدون أن من يخالف أقوال وفتاوى الإمام القاسم الرسي فهو ضال، وكذا أهل الجيل كانوا يعتقدون أن من يخالف فتاوى الإمام الناصر فهو ضال، فأظهر الإمام هذه القاعدة.
ونظرا لما اشتهر به من علم وزهد وعبادة وفضل فقد اتبعه الجميع على هذه القاعدة وجمع بين أتباع القاسمية والناصرية بعد التباين العظيم، وبقيت هذه القاعدة إلى يومنا هذا فيما يتعلق بمسائل الفروع خاصة في المناطق التي حكمها أئمة أهل البيت الزيدية، ومنها اليمن الذي استمرت فيها الإمامة أكثر من ألف ومائتي عام مع انقطاعها لفترات زمنية عدة.
قاتله جيش العباسية وكانت له معهم أكثر من وقعة كانت الغلبة في جميعها له بشجاعته وإقدامه وثباته، وتقدم إلى جرجان وطبرستان وتمكن منها ومن غلبه الجيوش العباسية فيها، إلا أنه عاد إلى هوسم بسبب المكيدة التي لقيها من بعض أصحابه، واستمر في ثباته وعدله إلى أن سقي السم فمات رضي الله عنه بهوسم، وقبره فيها مشهور مزور وذلك سنة (360ه).
Shafi 71