Bakin Ciki na Dan Kama Tama
أحزان عازف الكمان
Nau'ikan
وجدتها ممددة على الكنبة في القاعة ملفوفة في الحرام الأسود الطويل، وحين دخلت عليها وقبلت جبينها ويدها ودعوت لها بالشفاء قالت وهي تحاول أن تفتح شفتيها وتخطف ابتسامة من الوحش اللابد تحت الهدوم وفي زوايا القاعة المظلمة وفوق الصدر الذي يطلع وينزل بالنفس المنقطع القصير: والله بنت حلال وجئت في ميعادك، القلب يا بنتي ... قلت وأنا أضع يدي على صدرها الراجف المضطرب: سلامتك يا أمه وسلامة قلبك، ربنا وحده هو العالم، والله لولا ...
قالت وهي تشير إلى أن أقلبها على جنبها الأيمن: القلب مثل الديك المذبوح يا بنتي.
قلت وأنا أسندها وأعدل مخدتها: سلامتك ألف سلامة.
نظرت إلي والبسمة تنور عينيها: ما عاد إلا القليل يا بنتي، ابقي معي اليوم يا عالية ولا تتركيني، من يضمن يا بنتي ...
صحت مستنكرة: كل خير يا أمه، إن شاء الله كل خير.
قالت وهي تربت على صدري بكفها ثم تتأوه وتنزلها بسرعة: طبعا يا بنتي، لقا وجه الكريم كله خير، هل سلمت على أبيك؟
فتحت باب المندرة ووجدته في مكانه، متربعا على الكنبة وأمامه المصحف المفتوح وشفتاه تتحركان وتتمتمان مع حركة النظارة لليمين والشمال. انحنيت وسحبت يده البيضاء ولثمتها فرفع عينيه والتفت إلي وشفتاه لا تتوقفان عن الحركة والهمس: بركة أنك حضرت، أمك بعافية من يومين، خذي بالك منها يا بنتي.
قلت في حذر وأنا مطرقة الرأس مغمضة العينين: الحكيم شافها يا أبا؟
قال وهو يشير بيده البيضاء التي لثمتها: الحكيم هو الله يا بنتي، الدواء عندك أعطيها منه إذا النفس غاب، روحي يا بنتي والشافي هو الله.
رجعت لأمي فسمعت النفس المطرود ورأيت الصدر الذي يعلو ويهبط كموج البحر في اليوم العاصف العصيب. أمسكت زجاجة الدواء وأردت أن أصب لها ملعقة فهزت رأسها وقالت: دواي أني أخرج من هنا، طلعيني يا بنتي للهوا والنور، طلعيني للسطوح.
Shafi da ba'a sani ba