Ahwal Al-Muhtadar
أحوال المحتضر
Mai Buga Littafi
الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
Lambar Fassara
السنة ٣٦ العدد ١٢٤
Shekarar Bugawa
١٤٢٤هـ.
Nau'ikan
وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ﴾ ١.
ففي هذه الآية يخبر الله ﷾ أنه يثبت المؤمنين بالقول الثابت في الحياة الدنيا عند ورود الشبهات والشهوات، بالهداية إلى اليقين وتقديم ما يحبه الله على هوى النفس ومرادها، وفي الآخرة عند الموت بالثبات على التوحيد، وفي القبر عند سؤال الملكين للجواب الصحيح، ويضل الله الظالمين عن الصواب في الدنيا والآخرة.
قال البغوي ت٥١٦هـ: “قوله تعالى ﴿يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ﴾: كلمة التوحيد، وهي قول: لا إله إلا الله، ﴿فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا﴾ يعني قبل الموت ﴿وفي الآخرة﴾ يعني في القبر، هذا قول أكثر المفسرين، وقيل: في الحياة الدنيا عند السؤال في القبر، وفي الآخرة عند البعث، والأول أصح”٢.
وروى النسائي ت٣٠٣هـ بسنده عن أبي هريرة ﵁ أن النبي ﷺ قال ”إذا حُضِر المؤمن أتته ملائكه الرحمة بحريرة بيضاء، فيقولون: اخرجي راضية مرضيًا عنك، إلى روح الله وريحان، ورب غير غضبان، فتخرج كأطيب ريح المسك حتى إنه ليناوله بعضهم بعضًا، حتى يأتوا به باب السماء، فيقولون: ما أطيب هذه الريح التي جاءتكم من الأرض!، فيأتون به أرواح المؤمنين، فلهم أشدُّ فرحًا به من أحدكم بغائبه يقدم عليه، فيسألونه: ماذا فعل فلان؟ ماذا فعل فلان؟ فيقولون: دعوه فإنه كان في غم الدنيا، فإذا قال: أما أتاكم؟ قالوا: ذُهب به إلى أمة الهاوية.
وإن الكافر إذا احتضر أتته ملائكة العذاب بمسح، فيقولون: اخرجي ساخطة مسخوطًا عليك إلى عذاب الله ﷿؛ فتخرج كأنتن ريح جيفة، حتى يأتون
_________
١ سورة إبراهيم، الآية ٢٧.
٢ معالم التنزيل ٣/٣٣.
1 / 99