55- وسمعت الإمام أبا أحمد محمد بن أحمد بن إسماعيل المقدسي يقول: جئت مرة إلى الشيخ أبي عمر، وقد احتجت، فقلت: أقترض منه شيئا أشتري به دخنا للعيال، فجئت إليه، فإذا هو قائم يصلي في المدرسة، فقلت لنفسي: لا أقعد قريبا منه أشغله، فدخلت في الدرابزين وأغلقت علي، فلما فرغ من الصلاة ناداني باسمي، فجئت إليه، فقال: إيش حاجتك، فذكرت له، فأعطاني دينارا مصريا وقال: خذ هذا، قد فتح الله به، فقلت: قرض، قال: لا هو لك.
56- وسمعت أبا العباس أحمد بن عمر بن أبي بكر بن عبد الله يقول: كان قد جاء المطر، ووكف بيتنا، ثم جاء مطر أكثر من ذلك، فقلت: لا يبقى في بيتنا شيء إلا أصابه، وربما لا نقدر نقعد فيه، ثم قلت: اللهم اغفر لي، وبحرمة الشيخ أبي عمر، والعماد لا ينطف علينا، قال: فما وكف شيئا، أو ما هذا معناه.
57- وسمعت الشيخ أبا محمد بن عبد الرزاق بن هبة الله الدمشقي يقول: كان الشيخ أبو عمر كثيرا يتكلم بكلام يكون فيه إشارات إلى ما في نفوس من حضره، لا يفهمه كل أحد.
58- وسمعت الفقيه الإمام أبا عبد الله محمد بن محمود بن عبد المنعم ( .. .. ) قال: حدثني الأمير المعروف برأس الكبش قال: جئت مع جماعة إلى الشيخ أبي عمر، فدخلوا إليه إلى المسجد، وكنت أنا واقفا على الباب، فقال: ادخل أيها الأمير، فسلم علي ورحب بي، وقال لي: أنت تحج هذه السنة، وكنت أشتهي الحج وأقول: كيف يحصل لي الحج، فلقيت جماعة قد عزموا على الحج، فقالوا لي: تجيء تحج معنا، فمضيت معهم تلك السنة، فحججت، ورجعت معهم وهذا معنى ما حكاه لي.
Shafi 233