قال: «نعم اثنان.»
فقال ابن طولون وقد بان البشر في محياه: وهل تقدر أن تبني الجامع على أن لا يكون فيه غير عمودي القبلة؟
قال: «نعم.»
قال: «أخاف أن يكون شكله مشوها أو منظره قبيحا.»
قال: «كلا، سيكون من أجمل الجوامع ليس مثله إلا المسجد الذي بناه أمير المؤمنين المعتصم في سامرا.»
قال: «قبل ذلك أرني صورته.»
قال: «ائتوني بالجلود، فأصوره لكم كما يكون بعد الفراغ من بنائه.»
فكاد قلب زكريا يطير من الفرح، ولكنه ظل ساكتا ليتحقق الأمر بعد الرسم.
وأمر ابن طولون بالجلود فأتوه بها، فأخذ سعيد يصور عليها رسم الجامع بجدرانه وقبلته وصحنه ومئذنته وكل مرافقه. فلما فرغ من الرسم دفعه إلى ابن طولون ففرح به كثيرا وأمر أن يطلق سراحه وأن يخلع عليه وقال له: «سأطلق يدك في النفقة على البناء ومتى انتهيت منه كافأتك أحسن مكافأة.»
فحنى سعيد رأسه شاكرا.
Shafi da ba'a sani ba