Ahmad Curabi Zacim Muftara Calayhi

Mahmud Khafif d. 1380 AH
118

Ahmad Curabi Zacim Muftara Calayhi

أحمد عرابي الزعيم المفترى عليه

Nau'ikan

وإنا لا نجد في بيان أهمية هذه الصلة خيرا مما كتبه بلنت في صددها قال: «إن هاتين الرسالتين وثيقتان، لهما من عظيم الأهمية التاريخية أنه إذا قدر لمذكراتي أن تطبع يوما فيجب أن تلصقا بها بنصهما وحروفهما، وإنهما لتفسران كثيرا مما سيحدث بعد ذلك في يونيو أثناء بعثة درويش، وكذلك تقيمان الدليل على أنه إذا كان عرابي أخذ على عاتقه وقتئذ وأثناء شهور الحرب مسئولية حكم مصر حكما ديكتاتوريا فإن ذلك لم يكن بغير مبرر قوي من وجهة النظر الإسلامية، وهذا المبرر هو أوامر الخليفة أمام دينه في أن يدافع عن القطر في وجه الدول الأوربية. وترينا الوثيقتان كذلك لماذا لم يكن عبد الحميد ميالا في شهر أغسطس إلى أن يطلق على عرابي لفظ المتمرد، وكيف بلغ من السخف نعته بذلك عند المحاكمة ...

وعلى أي حال فينبغي ألا يؤخذ من ذلك أن عرابيا قد جعل من نفسه أداة للسلطان في أي شيء يتصل بالإدارة الداخلية المستقلة لوطنه، إن موقفه في هذه المسألة كان ثابتا لا يتزعزع، فقد كان يكره الترك وكان على وجه اليقين يرد بقوة السلاح أي تدخل حربي من جانب القسطنطينية، وإن كتاب الشيخ محمد عبده لدليل قوي على صحة هذا الذي أقول،

4

وهو يشاكل جميع ما أفضى به إلى عرابي نفسه ... لهذا كان موقفه من بلاط الخليفة موقفا متقلبا عرضة للتغيير، ولقد كان له صديقان هناك في شخص أحمد راتب ومحمد ظافر، ولكن كان له كذلك أعداء أشداء.»

نعود بعد ذلك إلى بعثة درويش لنبين مبلغ ما كان فيها مما نحن بصدده من صلة بين عرابي والسلطان، ثم لننظر في الغرض منها وأثرها في مجرى الحوادث بوجه عام ...

لخص عرابي علاقته وعلاقة أشياعه بدرويش في هذه الفقرة التي جاءت ضمن تقريره الذي كتبه في سجنه قال: «وكان أن وصل درويش باشا عند ذلك الوقت، وبعد أن أجرى تحرياته عن مسلك الجيش أعلن أنه يرى أن الجيش كان مطيعا دائما، وأنه حافظ على النظام العام، وأنه لا ملامة توجه إليه، وبناء على ذلك فقد طلب من السلطان نحو مائتي وسام للضباط وللمدنيين، وطلب لي الوسام المجيدي من الطبقة الأولى.»

وقد أنعم فعلا على عرابي بهذا الوسام الجليل الشأن. أبرق مستر كارتريت وكيل قنصل الإسكندرية إلى اللورد جرانفل في اليوم الخامس والعشرين من يونيو يقول:

5 «سيدي اللورد ... أخبر الخديو السير أوكلند كلفن أن السلطان منح سموه منحة من الجواهر علامة على الرعاية وحسن النظرة إلى مقامه، وأضاف سموه أن السلطان مع الأسف قد أنعم على عرابي بالوسام المجيدي الأكبر، وأنه أنعم على سلطان باشا بوسام روميلي بيلربي.

ولكن الخديو يقرر أن جميع جهود درويش باشا في تسكين ثائرة عرابي باشا بالملاينة أو بالقوة قد منيت بالفشل التام، وأن درويش نفسه يتخذ المسألة لهوا وهزرا، ويتمسك عرابي الآن بأن ما يتضمنه هذا الإنعام الأخير عليه من الرضا والعفو لا يدع ثمة ضرورة لأن يتخذ خطوات أخرى يبرر بها سلوكه، ويبدو من درويش باشا أنه يتراجع عن أن يبذل أية محاولات أخرى للتأثير عليه.»

ويتضح من هذه البرقية مبلغ ما وصل إليه توفيق من الحقد على عرابي والخوف من نفوذه، وأنه ينظر إلى المسألة كلها نظرة شخصية.

Shafi da ba'a sani ba