Mafarkai Daga Mahaifina

Barack Obama d. 1450 AH
94

Mafarkai Daga Mahaifina

أحلام من أبي: قصة عرق وإرث

Nau'ikan

أخبرتها عن شيكاغو ونيويورك، وعن عملي كمنظم، وعن أمي وجدي ومايا، وقالت لي إنها سمعت الكثير عنهم من أبي وتشعر أنها تعرفهم بالفعل. وصفت لي أوما مدينة هيدلبيرج حيث كانت تدرس للحصول على شهادة الماجستير في علم اللغة، وروت لي تجربة العيش في ألمانيا والمحن التي واجهتها هناك.

وقالت لي: «أعتقد أنه ليس لدي حق في الشكوى.» وتابعت قائلة: «أنا حاصلة على منحة دراسية وعندي شقة. ولا أعرف في الواقع ماذا كنت سأفعل إذا كنت ما زلت في كينيا. وحتى الآن أعتقد أنني لست مهتمة كثيرا بالحياة في ألمانيا. فأنت تعلم أن الألمان يفضلون التفكير في أنفسهم على أنهم متحررون للغاية عندما يتعلق الأمر بالتعامل مع الأفارقة، لكن إذا ما تطرقت إلى هذه المسألة حتى ولو من بعيد فستجد أنهم لا يزالون يحملون بعض أفكار ومواقف طفولتهم. ففي الحكايات الخيالية الألمانية التي تروى للأطفال كانت العفاريت دوما من ذوي البشرة السوداء. وأشياء كهذه ليس من السهولة بمكان نسيانها. وفي بعض الأحيان كنت أحاول أن أتخيل شعور الرجل العجوز عندما غادر وطنه للمرة الأولى. وهل شعر بالوحدة نفسها التي ...»

الرجل العجوز! هذا هو ما أطلقته أوما على أبينا. بدت لي على الفور - إلى حد ما - مألوفة وبعيدة؛ قوة جوهرية لم أفهمها فهما كاملا. اكتشفت أوما في شقتي أنه توجد على رف مكتبتي صورة له احتفظت بها أمي. «يبدو بريء الوجه أليس كذلك؟ وشابا أيضا.» هكذا قالت أوما وهي تمسك بالصورة بالقرب من وجهي. وتابعت: «إن فمك يشبه فمه.»

أخبرتها أنه من الأفضل أن تستريح قليلا في الفراش، وأذهب أنا إلى مكتبي لبضع ساعات لأنجز بعض الأعمال.

هزت رأسها. وقالت: «لست متعبة. دعني أذهب معك.» «ستشعرين بتحسن لو أخذت سنة من النوم.»

ردت علي قائلة: «أوه يا باراك! أرى أنك متسلط مثل الرجل العجوز أيضا. لم تقابله سوى مرة واحدة فقط؟ يبدو أنها صفة تجري في العروق.»

ضحكت إلا أنها لم تضحك، بل جالت بناظريها في وجهي كما لو كانت أمام لغز تحاول حله، وشعرت أنها تواجه مشكلة تنغص عليها حياتها بالرغم من ثرثرتها المرحة المفعمة بالحيوية.

طفت بها في جولة بالجانب الجنوبي بعد ظهر هذا اليوم، هي الجولة نفسها التي قمت بها في أيامي الأولى في شيكاغو، والتي لم يتبق لي منها سوى بعض الذكريات. عندما وصلنا إلى مكتبي تصادف وجود أنجيلا ومنى وشيرلي هناك. وأخذن يسألن أوما عن كل شيء في كينيا وعن كيفية تضفير شعرها وتحدثها بلباقة تامة كملكة إنجلترا، واستمتعت السيدات الأربع كثيرا وهن يتحدثن عني وعن عاداتي الغريبة.

بعدئذ قالت أوما: «يبدون معجبات بك للغاية.» وتابعت: «إنهن يذكرنني بعماتنا في كينيا.» أنزلت أوما زجاج نافذة السيارة ووجهت وجهها للريح، وهي تشاهد شارع ميشيجان في أثناء مرورنا به؛ حيث الأطلال المحزنة لمسرح روزلاند القديم، والمرأب المليء بالسيارات الصدئة المتهالكة. وسألتني وهي تستدير نحوي: «أهذا هو ما تفعله لهم يا باراك؟» وتابعت: «أقصد أن هذا هو العمل التنظيمي؟»

هززت كتفي. وقلت: «لهم. ولي.»

Shafi da ba'a sani ba