Mafarkai Daga Mahaifina
أحلام من أبي: قصة عرق وإرث
Nau'ikan
وإني أحبها حبا جما
أضيئت الأنوار وانحنت الجوقة لتحية الجمهور، وهللت الفتيات تهليلا عظيما تشجيعا لهن. وفي النهاية ساعدت روبي في ارتداء معطفها وخرجنا معا إلى ساحة انتظار السيارات. كانت درجة الحرارة قد انخفضت عما كانت عليه، وأومضت النجوم كقطع الثلج في صفحة السماء السوداء. وفي أثناء انتظارنا في السيارة حتى تصل إلى درجة حرارة التشغيل، مالت روبي نحوي وقبلتني على وجنتي.
وقالت لي: «شكرا لك.»
في ذلك الحين كانت عيناها - البنيتان الغامقتان - متلألئتين. أخذت بيدها المخبأة داخل قفاز بسبب البرد وشددت عليها سريعا قبل أن أبدأ القيادة. ولم تنطق كلمة أخرى بعدها، ومنذ بداية رحلة عودتنا إلى الجانب الجنوبي إلى أن أوصلتها حتى باب منزلها وتمنيت لها أحلاما سعيدة، لم نكسر حاجز الصمت النفيس.
الفصل الحادي عشر
وصلت إلى موقف سيارات المطار في الثالثة و15 دقيقة واتجهت إلى صالة الوصول سريعا قدر استطاعتي. طفت سريعا حول المكان مرات عديدة وأنا ألهث من كثرة الطواف، وكانت عيناي تنعم النظر في الحشود المتزاحمة من الهنود والألمان والبولنديين والتايلنديين والتشيكيين الذين يحملون حقائبهم.
اللعنة! أعرف أنه كان يجب أن أصل في وقت مبكر عن ذلك. ربما تكون قد قلقت وحاولت الاتصال بي. لكن ترى هل أعطيتها رقم هاتف مكتبي؟ وماذا لو فاتتها رحلتها الجوية؟ وماذا إذا كانت قد مشت بجانبي ولم أعرفها؟
نظرت إلى الصورة التي بيدي والتي أرسلتها لي منذ شهرين، كانت قد اتسخت من كثرة إمساكي بها. وبعدها نظرت لأعلى فوجدت الصورة أمام عيني وقد أصبحت تنبض بالحياة؛ سيدة أفريقية ظهرت لي من خلف بوابة الجمارك تمشي بخطوات رشيقة وهادئة، وها قد تحولت عيناها اللامعتان الهائمتان لتنظر في عيني مباشرة، وعندما ارتسمت على وجهها ابتسامة أصبح وجهها الأسمر المستدير الذي يبدو متفتحا مثل زهرة الوود روز وكأنما نحتته يد فنان. «باراك؟» «أوما؟» «يا إلهي ...»
عانقت أختي ورفعتها عن الأرض وضحكنا وكلانا ينظر إلى الآخر، وحملت حقيبتها وبدأنا نمشي معا إلى ساحة انتظار السيارات. علقت ذراعها في ذراعي بخفة شديدة. وفي هذه اللحظة أدركت أنني أحبها حبا جما بصورة غريزية، لكنني بعدما رحلت وجدت نفسي متشككا في حبي لها محاولا تفسيره لنفسي؛ وحتى هذه اللحظة لا أستطيع تفسيره، ولا أعرف إلا أن حبي لها كان صادقا ولا يزال كذلك وأنني ممتن بشدة لهذا الحب.
قالت أوما ونحن في طريقنا إلى المدينة: «إذن أخي لا بد أن تحكي لي كل شيء.» «بخصوص ماذا؟» «كل شيء عن حياتك دون شك.» «من البداية؟» «من أية نقطة تريد.»
Shafi da ba'a sani ba