Mafarkai Daga Mahaifina
أحلام من أبي: قصة عرق وإرث
Nau'ikan
أخبرته عما حدث مع القسيس سمولز. وبدأ يضحك. وقال: «أتعلم، كان من الأفضل ألا أحضر معك، أليس كذلك؟»
لم يعجبني ما قاله. لذا رددت عليه وقلت: «لماذا لم تحذرني من سمولز؟»
قال مارتي وهو يفتح باب سيارته: «بل حذرتك بالفعل.» وتابع: «أخبرتك بأن شيكاغو منقسمة إلى نقيضين وأن الساسة يستغلون هذه الحقيقة لمصلحتهم الشخصية. وهذا أمر ينطبق على سمولز؛ فهو سياسي تصادف ارتداؤه ياقة القساوسة. وعلى أية حال، ليست تلك هي نهاية العالم. يتعين عليك أن تشعر بالسعادة لأنك تعلمت هذا الدرس مبكرا.»
هذا صحيح، لكن أي درس؟ في أثناء مشاهدتي مارتي وهو يقود سيارته، عدت بذاكرتي إلى يوم الاجتماع الحاشد: إلى نبرة صوت سميتي في صالون الحلاقة، وإلى صفوف البيض والسود في قاعة الاجتماعات بالمدرسة، عدت بذاكرتي إلى هذا اليوم الذي فيه بسبب دمار المصنع، وشعور مارتي بالخيانة، وبسبب الكاردينال؛ الرجل الضئيل الجسم الشاحب اللون الذي كان يرتدي ثوبا أسود ونظارة ويبتسم على المنصة وهو يختفي داخل أحضان ويل ... ويل، من المؤكد أن الرجلين كان أحدهما يفهم الآخر.
حملت كل صورة من هذه الصور درسا بعينه، وكانت كل منها قابلة للتفسيرات المختلفة. وذلك في ظل وجود كثير من الكنائس والعقائد. ربما كانت هناك أوقات بات من الظاهر فيها أن كل هذه العقائد التقت عند نقطة واحدة - عند الزحام أمام نصب لينكولن التذكاري، أو نشطاء الحقوق المدنية وقت الغداء - لكن هذه اللحظات لم تكن كاملة، بل كانت محطمة. والأعين مغمضة، كانت شفاهنا تنطق الكلمات نفسها، لكن في قلوبنا كنا ندعو لأسيادنا، وظل كل منا حبيسا في ذكراه، وتشبثنا جميعا بسحرنا الأحمق.
اعتقدت أنه من الطبيعي لرجل مثل سمولز أن يفهم هذا الأمر. لقد فهم أن الرجال في صالون الحلاقة لم يريدوا أن يكون فوز هارولد في الانتخابات - الذي هو فوزهم - فوزا مهنيا، ولم يريدوا سماع أن مشكلاتهم كانت أكثر صعوبة من التعامل مع مجموعة من أعضاء مجلس مدينة بيض ماكرين أو أن الإصلاح لم يكن كاملا. كان كل من مارتي وسمولز يعرفان أنه في السياسة - كما هو الحال في الدين - تكمن السلطة في اليقين، وأن يقين أحد الأفراد دائما ما كان يهدد يقين الآخر.
بعد ذلك أدركت وأنا واقف في موقف سيارات خال خاص بمطعم ماكدونالدز في الجانب الجنوبي من شيكاغو أنني كنت مهرطقا. وربما كنت أسوأ من ذلك لأن المهرطق لا بد وأن يكون مؤمنا بشيء ما، إن لم يكن شيئا أكثر من حقيقة شكه.
الفصل التاسع
يقع مشروع الإسكان العام «ألتجيلد جاردنز» عند الطرف الجنوبي لمدينة شيكاغو، ويضم 2000 شقة سكنية تحتويها مجموعة من المباني المبنية بالطوب من طابقين ذات أبواب ضخمة خضراء اللون ونوافذ غير نظيفة موحدة الشكل. كان الجميع يشير إلى هذا المشروع على سبيل الاختصار باسم «الجاردنز»، على أنني لم أعرف، إلا فيما بعد، السخرية الكامنة وراء الاسم الذي يبعث على الشعور بشيء نضر وينعم بعناية فائقة؛ أي الأرض المقدسة.
صحيح أن هذا المشروع كان يحده من جهة الجنوب بستان أشجار، وكان نهر كالوميت يجري في جنوبه وغربه حيثما كان يشاهد في بعض الأحيان رجال يصطادون بدون اهتمام في المياه المعتمة. لكن الأسماك التي كانت تسبح في هذه المياه كثيرا ما كان لونها متغيرا، وعدسات عينها معتمة، إلى جانب وجود تضخم خلف خياشيمها. لذا لم يكن الناس يأكلون ما يصطادونه إلا في حالة الضرورة فحسب.
Shafi da ba'a sani ba