Mafarkai Daga Mahaifina
أحلام من أبي: قصة عرق وإرث
Nau'ikan
فصرخت: «سعدان!»
صححت أمي: «بل قرد.»
فأخرج لولو حبة فول سوداني من جيبه ووضعها بين أصابع الحيوان. وقال: «اسمه تاتا.» وتابع: «وقد أحضرته من غينيا الجديدة إلى هنا من أجلك.»
فبدأت أتقدم قليلا كي أنظر إليه عن قرب، لكن تاتا هدد بأن يندفع فجأة للأمام، وكانت عيناه السوداوان الدائريتان شرستين ومليئتين بالشك. فقررت أن أظل حيث أنا.
فقال لولو وهو يعطي تاتا حبة أخرى من السوداني: «لا تقلق.» وتابع: «إنه مقيد بحبل. تعال، هناك المزيد.»
فنظرت إلى أمي، فابتسمت لي بتردد. وفي الفناء الخلفي وجدنا ما يشبه حديقة حيوان صغيرة: دجاج وبط يركض في كل مكان، وكلب أصفر كبير له نباح مخيف، واثنان من طيور الفردوس، وببغاء كوكاتو أبيض اللون، وأخيرا تمساحان صغيران كانا شبه مغمورين في بحيرة محاطة بسياج باتجاه نهاية المنزل. حدق لولو في التمساحين وقال: «لقد كانوا ثلاثة، لكن أكبرها خرج زاحفا عبر حفرة في السياج. وتسلل إلى حقل أرز ملك شخص ما وأكل إحدى بطات صاحب الحقل. وكان علينا أن نصطاده على ضوء الكشافات.»
كان الليل قد أوشك أن يرخي ستائره ، ولكننا أخذنا نزهة قصيرة على الطريق الطيني إلى القرية. ولوحت مجموعات من أطفال الجيران الضاحكين لنا وهم في منازلهم. وجاء بعض كبار السن من الرجال حفاة القدمين لمصافحتنا. وقفنا أمام منطقة عامة، حيث كان أحد رجال لولو يرعى بعض الماعز، وجاء ولد صغير إلى جواري يمسك يعسوبا يرفرف بجناحيه في طرف خيط. وعندما عدنا إلى المنزل، كان الرجل الذي حمل متاعنا يقف في الفناء الخلفي يطوي أسفل ذراعه دجاجة لونها بني يميل إلى الأحمر ويحمل في يده اليمنى سكينا طويلا. وقال شيئا للولو، الذي أومأ له ثم نادى على أمي وعلي. لكن أمي طلبت مني أن أنتظر حيث أنا ونظرت إلى لولو متسائلة. «ألا ترى أنه لا يزال صغيرا؟»
فهز لولو كتفيه ونظر إلي. قال: «على الصبي أن يعرف من أين يأتي عشاؤه. ما رأيك يا باري؟» فنظرت إلى أمي ثم استدرت لمواجهة الرجل الذي يحمل الدجاجة. فأومأ لولو مرة أخرى، وشاهدت الرجل وهو يضع الطائر أرضا، ويثبته برفق أسفل إحدى ركبتيه، ثم أبعد عنقه عن جسده ليصبح فوق بالوعة قريبة. ولدقيقة أخذ الطائر يناضل، ويضرب بجناحيه الأرض بقوة، وتطايرت بضع ريشات في الهواء لترقص مع الرياح. ثم سكن تماما، فمرر الرجل شفرة السكين على عنق الطائر في حركة واحدة هادئة. واندفعت الدماء في شريط قرمزي طويل. ونهض الرجل وهو يحمل الطائر بعيدا عن جسده، ثم ألقاه فجأة عاليا في الهواء. وسقط الطائر بصوت مكتوم على الأرض ثم جاهد ليقف على قدميه، ورأسه يتدلى بشكل غريب على جانبه ورجلاه تدوران بجنون في دوائر غير منتظمة. وشاهدت الدائرة التي يلف فيها الطائر تضيق، وأصبح الدم يسيل ببطء محدثا صوتا كالقرقرة، حتى انهار الطائر على الحشائش وقد فارق الحياة.
مسح لولو على رأسي بيديه وأخبرني أنا وأمي أن نذهب ونغتسل قبل العشاء. تناولنا نحن الثلاثة الطعام؛ دجاجا وأرزا بهدوء على ضوء مصباح أصفر خافت، ثم كانت الحلوى فاكهة حمراء قشرها كثير الشعر، رائعة المذاق في منتصفها حتى إنه لم يوقفني عن تناولها إلا آلام المعدة. وبعد ذلك سمعت - وأنا أنام وحيدا أسفل مظلة للحماية من الناموس - صوت صراصير الليل أسفل ضوء القمر، وتذكرت الانتفاضة الأخيرة للحياة التي شاهدتها قبل ساعات قليلة. ولم أكد أصدق حظي السعيد. ••• «أول شيء تتذكره هو كيف تحمي نفسك.»
وقفت في مواجهة لولو في الفناء الخلفي. وقبل ذلك بيوم عدت إلى المنزل وعلى جانب رأسي تورم في حجم البيضة. فنظر إلي لولو وهو يغسل دراجته البخارية وسألني ماذا حدث، فأخبرته عن مشادة وقعت بيني وبين صبي أكبر مني يقطن في آخر الشارع. وأخبرته أن هذا الصبي أخذ كرة قدم صديقي وجرى ونحن في منتصف اللعبة. وعندما طاردته التقط حجرا من الأرض. ثم قلت وصوتي يختنق من الحزن هذا ليس عدلا. لقد غشني.
Shafi da ba'a sani ba