Mafarkai Daga Mahaifina
أحلام من أبي: قصة عرق وإرث
Nau'ikan
فقلت: «لا يبدو أنه كان محبوبا للغاية.»
هزت زيتوني رأسها. وقالت: «في الواقع، كان يحظى باحترام الجميع لأنه كان مزارعا ماهرا. وكان المجمع الخاص به في أليجو من أكبر المجمعات في المنطقة. وكان شديد المهارة في الزراعة، وبإمكانه زراعة أي شيء. وقد تعلم هذه التقنيات من البريطانيين عندما عمل لديهم طاهيا.» «لم أكن أعلم أنه كان طاهيا.» «كانت لديه أرضه الزراعية، لكنه عمل طاهيا للبيض وقتا طويلا في نيروبي. وعمل لدى أناس مهمين. وفي أثناء الحرب العالمية عمل خادما لدى أحد قادة الجيش البريطاني.»
طلب روي جعة مرة أخرى. وقال: «ربما هذا ما جعله وضيعا بهذا الشكل.»
فقالت زيتوني : «لا أدري.» أظن أن أبي كان دائما بهذا الشكل. كان شديد الصرامة. لكنه عادل. سأخبركم قصة أذكرها، وقعت أحداثها عندما كنت طفلة صغيرة: في أحد الأيام جاء رجل إلى طرف المجمع الخاص بنا ومعه معزاة يربطها بحبل. وأراد أن يمر من داخل أرضنا لأنه يعيش على الجانب الآخر من القرية، ولم يشأ أن يستخدم الطريق الذي يدور حولها. لذا قال جدكم لهذا الرجل: «عندما تكون وحدك يمكنك دائما المرور من أرضي. لكن اليوم لا يمكنك المرور لأن معزاتك ستأكل زرعي»، ولكن الرجل لم يستمع إلى حديثه، وأخذ يجادل جدكم وقتا طويلا، قائلا إنه سيكون شديد الحرص وإن معزاته لن تمس شيئا من الزرع. وظل ذلك الرجل يتحدث كثيرا، حتى إن جدكم في النهاية نادى علي وقال: «اذهبي وأحضري أليجو». كان يطلق اسم أليجو على البانجا الخاصة به.» «المنجل.» «نعم، المنجل. كان لديه منجلان يحتفظ بهما حادان للغاية. كان يحكهما على حجر طوال اليوم. وكان يطلق على أحدهما أليجو. وكان يطلق على الآخر كوجيلو. لذا ركضت عائدة إلى كوخه، وأحضرت له الذي يطلق عليه أليجو. وقال جدكم للرجل: «انظر. لقد أخبرتك بالفعل أنه لا يمكنك المرور، لكنك عنيد للغاية ولا تريد الاستماع إلي. لذا سأعقد معك صفقة؛ يمكنك أن تمر مع معزاتك. لكن إذا تأذت ورقة عشب واحدة، بل لو نصف ورقة من زرعي، فسأذبح المعزاة.»
ورغم صغر سني في ذلك الوقت عرفت أن ذلك الرجل شديد الغباء لأنه قبل عرض والدي. وبدأنا نسير؛ الرجل ومعزاته في المقدمة، ثم أنا وأبي نتبعه عن قرب. سرنا ربما 20 خطوة عندما مدت المعزاة رقبتها وبدأت تقضم ورقة. فجأة، قطع والدي رقبة المعزاة! أصيب صاحب المعزاة بصدمة وبدأ يصرخ. أخذ يقول: «معزاتي! معزاتي! ماذا فعلت يا حسين أونيانجو؟» وكل ما فعله جدكم هو أنه مسح المنجل وقال: «إذا قلت إنني سأفعل شيئا، يجب أن أفعله وإلا كيف سيعلم الناس أن كلمتي صادقة؟» وبعد ذلك حاول صاحب المعزاة أن يقاضي جدكم، أمام مجلس كبار القبيلة. وقد شعروا جميعا بالشفقة على الرجل لأن موت المعزاة لم يكن بالشيء الهين. لكن عندما سمعوا قصته صرفوه. فقد علموا أن جدكم على حق لأن الرجل تلقى ما يكفي من تحذيرات.»
هزت أوما رأسها. ثم نظرت إلي: «هل تتخيل يا باراك؟» وتابعت: «أقسم أنني في بعض الأحيان أظن أنه هو أصل مشكلات العائلة. فهو الشخص الوحيد الذي كان أبي يهتم برأيه. وهو الشخص الوحيد الذي كان يخشاه.»
في ذلك الوقت كانت عربة الطعام قد خلت من الركاب، وكان النادل يتحرك جيئة وذهابا بنفاد صبر، فقررنا أن نعود إلى الداخل. كانت الأسرة المثبتة في جدران عربتنا في القطار ضيقة، لكن الملاءات لطيفة وجذابة، وقد ظللت مستيقظا أستمع إلى الإيقاع المرتجف للقطار وإلى أصوات أنفاس إخوتي المنتظمة وأفكر في تلك القصص عن جدنا. لقد قالت أوما إنه أصل المشكلات. وقد بدا هذا صحيحا بصورة ما. وفكرت لو أنني استطعت أن أجمع أجزاء قصته معا، فقد يتضح أي شيء آخر.
وفي النهاية غرقت في سبات عميق، وحلمت أنني أسير في طريق في قرية. والأطفال - الذين كانوا لا يرتدون إلا خيوطا من الخرز - يلعبون أمام الأكواخ المستديرة، ولوح لي العديد من الرجال الكبار السن وأنا أمر. لكن عندما تقدمت أكثر بدأت ألاحظ أن الناس ينظرون خلفي بخوف، ويهرعون بالدخول إلى أكواخهم وأنا أمر. ثم ما لبثت أن سمعت صوت نمر وبدأت أركض إلى داخل الغابة وأطأ بقدمي الجذور والأشجار المقطوعة جذوعها والنباتات المتسلقة حتى لم أعد قادرا على الركض، وسقطت على ركبتي في وسط أرض مشرقة خاوية من الأشجار. استدرت وأنا ألهث محاولا التقاط أنفاسي فرأيت أن النهار تحول إلى ليل، ورأيت جسدا عملاقا يلوح في الأفق يناهز في طوله الأشجار ولا يرتدي إلا إزارا وقناعا مخيفا. وكانت عيناه الخاليتان من الحياة تخترقانني، وسمعت صوتا مدويا يقول إن الوقت قد حان، وبدأ جسدي بالكامل ينتفض بعنف مع الصوت، كما لو أنني أتمزق ...
انتفضت من نومي وأنا أتصبب عرقا، وارتطم رأسي في مصباح الحائط الذي يبرز فوق الفراش. وفي الظلام، بدأ قلبي يستعيد توازنه رويدا رويدا، لكني لم أستطع العودة للنوم مرة أخرى. •••
وصلنا إلى كيزيمو مع شروق الشمس وقطعنا مسافة نصف ميل سيرا على الأقدام إلى محطة الحافلات. كانت مزدحمة بالحافلات وعربات الماتاتو التي كانت تطلق نفيرها وتراوغ لاحتلال مكان في المحطة المتربة الموجودة في الهواء الطلق، وقد كتب عليها بالطلاء أسماء مثل «لص الحب» و«طفل الأدغال». وجدنا حافلة مزرية الهيئة إطاراتها متشققة ومتآكلة تتجه نحونا. دخلت أوما إلى الحافلة أولا ثم خرجت مرة أخرى متجهمة.
Shafi da ba'a sani ba