Mafarkai Daga Mahaifina
أحلام من أبي: قصة عرق وإرث
Nau'ikan
وكررت: «نعم يا باري، لقد عانى والدك.» وتابعت: «وأنا أقول لك إن مشكلته أن قلبه كان كبيرا أكثر مما ينبغي. عندما كان حيا كان يعطي أي شخص يطلب منه. وجميعهم كانوا يطلبون. أتعرف لقد كان من أوائل من درسوا في الخارج في المنطقة كلها. والناس هنا في أرض الوطن لم يعرفوا أي شخص استقل طائرة من قبل. لذا فقد توقعوا كل شيء منه. وكانوا يرددون: «باراك، لقد أصبحت رجلا عظيم الشأن الآن يجب أن تمنحني شيئا . يجب أن تساعدني.» ودائما مثل هذه الضغوط من العائلة. ولم يستطع أن يقول لا، فقد كان كريما للغاية. حتى أنا كان عليه أن يعتني بي عندما أصبحت حاملا، بعد أن خابت آماله في. فقد أرادني أن ألتحق بالجامعة. لكنني لم أطعه، وبدأت علاقتي بزوجي. ومع ذلك فعندما أصبح زوجي عنيفا وعلي أن أتركه وأنا لا أملك نقودا ولا عملا، من تظن أنه تولى رعايتي؟ نعم، إنه أبوك. لهذا بصرف النظر عما يقوله عنه الآخرون في بعض الأحيان فسأظل ممتنة له دائما.»
كنا نقترب من الورشة، ورأينا أوما تتحدث إلى الميكانيكي وسمعنا صوت محرك السيارة القديمة يئن. وإلى جوارنا ولد صغير عاري الجسد، ربما في الثالثة من عمره، يتجول خلف صف من براميل الزيت، وقدماه مغطاتان بما يشبه القطران. ومرة أخرى توقفت زيتوني، هذه المرة كما لو أنها مريضة، وبصقت على التراب.
وقالت: «عندما تغير حظ أبيك، نسيه أولئك الذين كان يساعدهم، وضحكوا عليه. حتى أفراد العائلة رفضوا أن يستضيفوه ليمكث في منازلهم. نعم يا باري! رفضوا! وقالوا لباراك إن هذا أمر خطير جدا. وكنت أعلم أن هذا يجرح مشاعره ولكنه لم يكن يلوم أحدا. فوالدك لم يشعر بالضغينة قط تجاه أحد. وفي الحقيقة عندما استرد أبوك اعتباره وعادت حياته تسير على ما يرام مرة أخرى، اكتشفت أنه يساعد أولئك الذين تخلوا عنه. ولم أفهم لماذا يفعل هذا. فكنت أقول له: «باراك يجب أن تعتني بنفسك وأطفالك فقط! هؤلاء الآخرون عاملوك معاملة سيئة. إنهم مجرد كسالى لا يودون العمل بأنفسهم»، وهل تعلم ماذا كان يقول لي؟ كان يقول: «وكيف تعرفين أن هذا الشخص لا يحتاج إلى هذا الشيء البسيط أكثر مني؟»
استدارت عمتي مبعدة وجهها ولوحت لأوما وهي تجبر نفسها على الابتسام. وعندما بدأنا نتقدم مرة أخرى، أضافت: «إنني أخبرك بهذا حتى تعرف الضغط الذي تعرض له والدك في هذا المكان. حتى لا تكون قاسيا في الحكم عليه. ويجب أن تتعلم من حياته. تتعلم أنه إذا كان لديك شيء فإن الجميع سيريدون جزءا منه. لذا عليك أن تضع حدودا. فإذا كان الجميع من عائلتك فلا عائلة لك. وأظن أن والدك لم يفهم هذا قط.» •••
أتذكر حوارا دار في شيكاغو عندما كنت لا أزال أعمل في تنظيم المجتمع. كان الحوار مع سيدة نشأت في عائلة كبيرة من منطقة ريفية في جورجيا. وأخبرتني أنهم كانوا خمسة إخوة وثلاث أخوات، جميعهم يحتشدون تحت سقف واحد. وأخبرتني عن مجهودات أبيها غير المجدية لزراعة قطعة صغيرة من الأرض، وزراعة والدتها للخضراوات، والخنزيرين اللذين كانا يربيانهما في الفناء، والرحلات مع إخوتها للصيد في المياه الموحلة لنهر قريب. وعندما استمعت إليها وهي تتحدث بدأت أدرك أن اثنتين من الأخوات الثلاث توفيتا عند ميلادهما، لكنهما ظلتا في عقل تلك السيدة دائما، أرواح بأسماء وأعمار وشخصيات؛ أختان كانتا معها وهي تسير إلى المدرسة أو تقوم بالأعمال المنزلية، تخففان عنها عندما تبكي وتهدئان من روعها. فلم تكن العائلة عند تلك السيدة أبدا كيانا يضم الأحياء فقط. بل إن الأموات أيضا لديهم حقوق، وأصواتهم تشكل مسار أحلامها.
وهكذا كان الأمر لي في ذلك الوقت، فأذكر أنه بعد أيام قليلة من زيارتي لسارة، صادفت أحد معارف أبي من بنك باركليز في الخارج. وفهمت أن أوما لم تكن تذكر اسمه؛ لذا فقد مددت يدي لأصافحه وقدمت نفسي. فابتسم الرجل وقال: «يا إلهي، لقد أصبحت طويلا للغاية. كيف حال والدتك؟ وأخوك مارك، هل تخرج في الجامعة بعد؟»
في البداية شعرت بالحيرة. فهل كنت أعرف هذا الشخص؟ ثم شرحت له أوما بصوت منخفض أنني أخ غير ذلك الذي يتحدث عنه، وأن اسمي باراك ونشأت في أمريكا وأنني ابن أم أخرى. ديفيد قد توفي. وأصبح الموقف غريبا لجميع الأطراف، فأومأ الرجل برأسه (وقال: «أنا آسف، لم أكن أعلم») ولكن عاد ونظر إلي مرة أخرى كما لو أنه يتأكد أن ما سمعه حقيقي، وحاولت أوما أن تبدو كما لو أن الموقف، مع أنه حزين، من الأمور المأسوية الطبيعية، أما أنا فوقفت على الجانب أتساءل كيف يشعر المرء بعد أن يخطئ الآخرون ويظنوه شبحا.
وبعد ذلك عندما عدنا إلى الشقة سألت أوما متى كانت آخر مرة رأت فيها مارك وروث. فأمالت رأسها على كتفي ونظرت إلى السقف.
وقالت: «في جنازة ديفيد.» وتابعت: «مع أنهما في ذلك الوقت كانا قد توقفا عن التحدث إلينا منذ وقت طويل.» «لماذا؟» «أخبرتك أن طلاق روث من أبي كان شيئا مريرا. وبعد انفصالهما تزوجت من رجل تنزاني وجعلت مارك وديفيد يحملان اسمه. وأرسلتهما إلى مدرسة دولية وتربيا مثل الأجانب، وأخبرتهما أنهما يجب ألا تربطهما أية علاقة بجانبنا من العائلة.»
ثم تنهدت أوما. واستأنفت: «لا أعلم، ربما لأن مارك كان أكبر سنا، أصبح يشارك روث موقفها ولم يكن له أي اتصال بنا بعد ذلك. ولكن لسبب ما، بمجرد أن أصبح ديفيد مراهقا بدأ يثور على روث. وأخبرها أنه أفريقي، وبدأ يطلق على نفسه أوباما. وفي بعض الأحيان كان يتسلل من المدرسة لزيارة أبي وباقي أفراد العائلة، وكانت هذه هي الطريقة التي عرفناه بها. وأصبح الأخ المفضل للجميع. فقد كان لطيفا للغاية ومرحا، وإن كان طائشا في بعض الأحيان.
Shafi da ba'a sani ba