Mafarkai Daga Mahaifina
أحلام من أبي: قصة عرق وإرث
Nau'ikan
صوت يقول له لا، إنك ستحرق الأخضر واليابس في وقت أقرب. •••
في ذلك المساء اتجهنا بالسيارة شرقا إلى ضاحية كارياكو، وهي مجمع سكني شاسع محاط بأراض تتجمع فيها القمامة. وكان القمر قد اختفى خلف سحب كثيفة، وبدأت أولى خيوط الضوء تنبثق. وعندما كنا نصعد السلم المظلم وثب شاب من أمامنا إلى الرصيف المحطم واختفى في الظلام. وفي الطابق الثالث دفعت أوما بابا كان مفتوحا قليلا. «باري! أخيرا وصلت.»
احتضنتني بقوة عند منطقة الخصر سيدة قصيرة ممتلئة الجسد لها وجه مبتهج أسمر اللون. ومن خلفها كان هناك ما يقرب من 15 شخصا، جميعهم يبتسمون ويلوحون مثل حشد في عرض عسكري. نظرت السيدة القصيرة إلى الأعلى تجاهي وقطبت ما بين حاجبيها.
وسألت: «إنك لا تتذكرني أليس كذلك؟» «أنا ...» «أنا عمتك جين. أنا التي اتصلت بك عندما توفي والدك.» وابتسمت وأخذت يدي. وقالت: «تعال. يجب أن تقابل الجميع هنا. لقد قابلت زيتوني بالفعل. وهذه ...» قالتها وهي تقودني إلى سيدة جميلة متقدمة في العمر ترتدي زيا مزركشا: «هذه أختي، كيزيا. وهي والدة أوما وروي أوباما.»
التقطت كيزيا يدي ونطقت اسمي ومعه بضع كلمات باللغة السواحيلية.
فقالت جين: «إنها تقول إن ابنها الآخر قد عاد إلى الوطن أخيرا.»
كررت كيزيا باللغة الإنجليزية وهي تومئ وتجذبني إلى حضنها. قالت: «ابني عاد إلى الوطن.»
استكملنا رحلة التعارف في جميع أرجاء الغرفة وأنا أصافح عماتي وأولادهن وأولاد وبنات إخوتي. وقد حياني الجميع بفضول مبتهج، لكن دون علامات قوية على الارتباك كما لو أن لقاء أحد أقربائهم للمرة الأولى أمر يحدث كل يوم. كنت قد أحضرت علبة من الشيكولاتة للأطفال، وتجمعوا حولي في فضول مهذب والكبار يحاولون أن يشرحوا لهم من أنا. لاحظت أن هناك شابا في السادسة عشرة أو السابعة عشرة من عمره يقف مستندا إلى الحائط وعلى وجهه تعبير متحفظ.
فقالت أوما: «هذا أحد إخوتك.» وتابعت: «اسمه برنارد.»
تقدمت باتجاه الفتى وتصافحنا، فحص كلانا وجه الآخر. ووجدت نفسي غير قادر على التفوه بكلمة، لكني استطعت أن أسأله كيف حاله.
Shafi da ba'a sani ba