Mafarkai Daga Mahaifina
أحلام من أبي: قصة عرق وإرث
Nau'ikan
غادرت مجلس المدينة بعد ذلك. واخترقت الزحام الذي تدفق إلى الشوارع ومشيت عبر طريق دالي بلازا قاصدا سيارتي. كم كانت الرياح باردة وحادة مثل شفرة السكين، وأنا في طريقي شاهدت لافتة بخط اليد ملقاة على الأرض بجانبي. كان مكتوبا عليها: «عاشت روحه» بحروف كبيرة واضحة. وأسفل الكلمات رأيت صورة هارولد، الصورة التي رأيتها كثيرا وأنا أنتظر إخلاء أحد المقاعد في صالون سميتي للحلاقة، حيث الوجه الوسيم الأشهب والابتسامة الرقيقة المتسامحة، والعينان المتلألئتان، رأيت صورته وهي تتطاير في الهواء وكأنها ورقة شجر تحركها رياح الخريف. •••
مرت الشهور بسرعة هائلة وأنا أتذكر دائما الأشياء التي لم تنجز بعد. وعملنا بالتعاون مع تآلف له شعبيته في المدينة كلها من أجل كسب التأييد لبرنامج إصلاح المدارس. وعقدنا مجموعة من الاجتماعات المشتركة مع المكسيكيين في أقصى الجانب الجنوبي لوضع استراتيجية بيئية مشتركة للمنطقة. واستشاط جوني غضبا وأنا أحاول أن أحشوه بكافة الأشياء التي تعلمتها في ثلاث سنوات.
سألته: «إذن من قابلته هذا الأسبوع؟» «حسنا، تقابلت مع السيدة بانكس في كنيسة ترو فاين هولينيس. ويبدو أن لديها إمكانيات فائقة. فهي معلمة ولها اهتمامات كثيرة بالتعليم. وأعتقد أنها دون شك ستتعاون معنا.» «ما وظيفة زوجها؟» «نسيت في الواقع أن أسألها.» «ما رأيها في نقابة المعلمين؟» «لم يكن لدي سوى نصف ساعة فقط يا باراك ...»
في شهر فبراير، تلقيت خطاب قبولي للدراسة في كلية الحقوق بجامعة هارفارد. وجاء مع الخطاب قدر كبير من المعلومات. وذكرني هذا الأمر بالمعلومات التي تلقيتها من أكاديمية بوناهو ذلك الصيف منذ 14 عاما. وتذكرت كيف كان جدي يجلس طوال الليل يتصفح الكتيب الدعائي الذي يعرض لدروس الموسيقى ودورات التأهيل ونوادي الإنشاد الجماعي وشهادة إتمام الدراسة الثانوية؛ تذكرت كيف كان يلوح بالكتيب ويخبرني بأنه سيكون ورقتي الرابحة وبأن من سأتعرف عليهم في أكاديمية بوناهو سيظلون معي طوال حياتي، وأنني سوف أكون عضوا نشطا في المجتمع وستتاح لي كل الفرص التي لم تتح له. تذكرت كيف كان في نهاية المساء يبتسم ويمسح على شعري وتتلألأ الدموع في عينيه كما لو كان على وشك البكاء ورائحة الويسكي تنبعث من فمه. وكيف كنت أبتسم له وأتظاهر بأني أفهم ما يقوله لكنني كنت في الواقع أتمنى لو كنت لا أزال في إندونيسيا أركض بين حقول الأرز حافي القدمين، منغمسة قدماي في الوحل الرطب البارد وأنا واحد من أفراد ذلك الصف من الأطفال ذوي البشرة السمراء الذين يجرون وراء طائرة ورقية ممزقة.
راودني هذا الشعور نفسه الآن.
رتبت لدعوة 20 خادم كنيسة - أو ما يقرب من ذلك - الذين وافقت كنائسهم على الانضمام إلى المؤسسة على غداء عمل هذا الأسبوع في مكتبنا. وجاء معظم الخدام المدعوين ومعظم أفراد القيادة الرئيسيين. وناقشنا معا استراتيجيات العام القادم والدروس التي تعلمناها من موت هارولد. هذا بالإضافة إلى أننا حددنا فترة التدريب واتفقنا على قيمة المشاركة المالية، وتحدثنا عن الحاجة المستمرة لانضمام عدد أكبر من الكنائس. وعند انتهائنا من تحديد كل شيء أعلنت أنني سأرحل في شهر مايو وأن جوني سيكون المدير الجديد.
لم يفاجأ أحد بهذا الأمر. وجاءوا جميعهم إلي بعد ذلك وقدموا تهانيهم. وأكد لي القس فيليبس أنني اتخذت قرارا حكيما. وقالت منى وأنجيلا إنهما كانتا تعرفان أنني كنت سأصبح مهما يوما ما، وسألتني شيرلي عن مدى استعدادي لمساعدة ابن أخ لها وقع في إحدى بالوعات الصرف الصحي في الشارع وأراد رفع دعوى قضائية.
كانت ماري الوحيدة التي اعتلى وجهها الحزن. وبعد أن غادر معظم الخدام ساعدتني أنا وويل وجوني في ترتيب المكان. وعندما سألتها إن كانت في حاجة إلى أن أوصلها هزت رأسها.
قالت وهي تنظر إلي وإلى ويل وترتدي معطفها: «ما خطبكم أيها الرجال؟» ارتعد صوتها بعض الشيء. وأضافت: «لماذا دائما في عجلة من أمركم؟ لماذا لا يعجبكم شيء؟»
رددت عليها وفكرت في ابنتيها الجالستين في المنزل وفي أبيهما الذي لم تعرفاه مطلقا. وبعد ذلك مشيت معها إلى باب الغرفة وعانقتها. وعندما رحلت عدت إلى غرفة الاجتماعات حيث كان ويل ممسكا بطبق يتناول ما به من بقايا أجنحة الدجاج المقدمة للضيوف.
Shafi da ba'a sani ba