111

Mafarkai Daga Mahaifina

أحلام من أبي: قصة عرق وإرث

Nau'ikan

قالت سادي في الميكروفون: «مرحبا.» وأضافت: «إن لدينا جمهورا كبيرا في حاجة إلى التحدث معك.»

صفق الحضور وسمعنا بعض صيحات الاستهجان. ودارت أضواء التليفزيون.

قالت سادي: «إننا مجتمعون هنا الليلة للتحدث بشأن مشكلة تهدد صحة أطفالنا. لكن قبل أن نتحدث عن الأسبستوس نحتاج إلى التعامل مع المشكلات التي ننصهر معها يوميا في بوتقة واحدة. ليندا؟»

سلمت سادي الميكروفون إلى ليندا التي استدارت ناحية المدير وأشارت إلى مجموعة استمارات الشكاوى. «السيد المدير، إننا لا نتوقع جميعنا في ألتجيلد حدوث معجزات. لكننا نتوقع الحصول على الخدمات الأساسية. هذا هو كل ما في الأمر. الخدمات الأساسية. والآن فإن هؤلاء الناس أتعبوا أنفسهم في ملء هذه الاستمارات بنظام ووضوح شديدين لذكر الأشياء التي طالما طالبوا هيئة الإسكان بشيكاغو بإصلاحها، لكن يد الإصلاح لم تطلها قط. لذا فإن سؤالنا الآن هو: هل تقبل التعاون معنا - هذه الليلة أمام كل هؤلاء السكان - لإجراء هذه الإصلاحات؟»

في الواقع، الأحداث التي جرت في اللحظات التالية مختلطة في ذاكرتي وغير واضحة. لكن حسبما أتذكر فإن ليندا قدمت الميكروفون إلى المدير ليدلي بإجابته، وعندما اقترب من الميكروفون أخذته ليندا مرة أخرى.

وقالت: «فلتكن إجابتك بنعم أو لا من فضلك.» ذكر المدير شيئا أوحى بأنه سيرد بأسلوبه الخاص ومد يده مرة أخرى لأخذ المايك. لكن ليندا سحبته تجاهها هذه المرة أيضا، وفي هذه المرة فقط بدا الأمر وكأنه استهزاء ما بالرجل مثله مثل حركة الطفل الذي يغيظ أحد أقرانه ببسكويت الآيس كريم. حاولت أن ألوح إلى ليندا لتتغاضى عما قلته قبل الاجتماع بخصوص الميكروفون وتعطيه للمدير، لكنني كنت واقفا في المؤخرة بعيدا جدا عنها. وفي الوقت نفسه أمسك المدير بسلك المايك وللحظة نشأ نزاع بين المسئول الشهير والسيدة الحامل التي كانت ترتدي بلوزة وبنطلونا ضيقين. ومن خلفهما وقفت سادي ثابتة دون حراك، وجهها لامع وعيناها واسعتان. بدأ الجمهور - وهم غير فاهمين ما يحدث - في الصياح، بعضهم في وجه المدير والبعض الآخر في وجه ليندا.

بعد ذلك ... حدث هرج ومرج. أخلى المدير سبيل سلك الميكروفون، واتجه نحو باب الخروج. وأسرع الناس الجالسون بالقرب من الباب وراءه لكنه انطلق سريعا. جريت وراءه، وعندما تمكنت من الخروج بشق الأنفس كان المدير قد أمن نفسه وركب سيارته الليموزين التي أحاطتها أعداد كبيرة من الناس، الذين وضع بعضهم وجوههم أمام زجاج النوافذ الملون وضحك بعضهم الآخر، وتذمر آخرون ووقف معظمهم في أماكنهم مذهولين. أخذت السيارة تتقدم ببطء شديد، بمقدار بوصة في كل حركة إلى الأمام، إلى أن فتح الطريق أمامها، وأسرعت - متحركة بصعوبة فوق الشارع المليء بالحفر - وتخطت الرصيف إلى أن اختفت عن الأنظار.

عدت إلى صالة الألعاب الرياضية ماشيا وأنا في حالة من الذهول والاضطراب وأمامي جماهير غفيرة عائدة إلى منازلها. وبالقرب من الباب تجمع الناس في دائرة صغيرة حول شاب يرتدي سترة جلدية بنية اللون، عرفت أنه مساعد عضو مجلس المدينة.

كان هذا الشاب يقول للناس من حوله: «إن هذا من عمل فردولياك. لا بد أنكم رأيتم الرجل الأبيض وهو يثير الناس. إنهم يحاولون تشويه صورة هارولد.»

بعد هذا التجمع ببضعة أقدام رأيت السيدة ريس والعديد من مساعديها وهي تتحدث. أشارت إلي بكلمات لاذعة: «أرأيت ما فعلت!» وتابعت: «إن هذا ما يحدث عندما تحاول إشراك هؤلاء الشباب في الأمر. إنك تسببت في إحراج أهل الجاردنز في التليفزيون وكل وسائل الإعلام. ورآنا ذوو البشرة البيضاء ونحن نتعامل مثل الزنوج الحمقى! تماما مثلما توقعوا منا.»

Shafi da ba'a sani ba