103

Mafarkai Daga Mahaifina

أحلام من أبي: قصة عرق وإرث

Nau'ikan

هزت السكرتيرة رأسها وعبست الدكتورة كوليار. وقالت وأنا أتبعها إلى مكتبها: «امنعي أية مكالمات هاتفية عدا ما تستقبلينه من مهندس المباني عديم القيمة. أود إخباره صراحة برأيي فيه.»

كان مكتبها مفروشا بأثاث بسيط، وجدرانه عارية إلا من بعض جوائز خدمات المجتمع القليلة المعلقة وصورة كبيرة لطفل أسود مكتوب عليها «الرب لا يخلق أنجاسا». سحبت الدكتورة كوليار مقعدا وقالت لي: «إن الفتاة التي غادرت مكتبي الآن أم لأحد أبنائنا هنا في المدرسة. مدمن للمخدرات، وصديقها ألقي القبض عليه الليلة الماضية، لكنها غير قادرة على دفع الكفالة المطلوبة لإطلاق سراحه؛ لذا أخبرني بما يمكن أن يفعله عملك التنظيمي لشخص مثلها.»

دخلت السكرتيرة ومعها القهوة التي طلبتها لي. قلت لها: «كنت آمل أن تكون لديك بعض الاقتراحات.» «ليس لدي أي اقتراحات سوى الإطاحة بهذا المكان وإعطاء الناس فرصة ليبدءوا من جديد.»

عملت هذه السيدة مدرسة 20 عاما ومديرة مدرسة 10 أعوام، وكانت معتادة على المناقشات الحادة مع رؤسائها - الذين كانوا من البيض فيما مضى وأصبح معظمهم من السود الآن - بخصوص الاعتمادات المالية والمناهج وسياسات التعيين. ومنذ أن تعينت في مدرسة كارفر أنشأت مركزا لتعليم الأمهات والأبناء، وظيفته تعليم الأمهات الشابات مع أبنائهن في فصل واحد. أوضحت دكتورة كوليار هذا الأمر بقولها: «تريد معظم الأمهات هنا الأفضل دائما لأبنائهن.» وتابعت قائلة: «لكنهن لا يعرفن كيف يوفرن ذلك لهم. لذا نقدم لهن الاستشارات الخاصة بالتغذية والرعاية الصحية وكيفية التعامل مع التوتر. ونحن نعلم منهن من لا تستطيع القراءة حتى يتمكن من القراءة لأطفالهن في المنزل. وقدر استطاعتنا نساعدهن في الحصول على شهادة تعادل الثانوية العامة، أو نعينهن مساعدات للمدرسين.»

ارتشفت دكتورة كوليار رشفة من فنجان القهوة. وأضافت: «إن ما لا نستطيع فعله هو تغيير البيئة التي يعود إليها هؤلاء الفتيات وأبنائهن بعدما يخرجون من المدرسة يوميا. وعاجلا أو آجلا سيترك الأطفال المدرسة وتتوقف الأمهات عن الحضور ...»

رن جرس هاتفها ليخبرها بحضور عامل طلاء الجدران.

قالت دكتورة كوليار وهي تنهض من مقعدها: «اسمع يا أوباما.» وتابعت: «فلتحضر الأسبوع التالي لتتحدث مع مجموعة الأمهات. وحاول أن تعرف ما يدور بعقولهن. إنني لا أشجعك على فعل ذلك الآن. لكن إذا ما اختلفت آراء الأمهات مع آرائك واحتججن بغضب عارم فلن أستطيع إيقافهن، أليس كذلك؟»

ضحكت بابتهاج ومشت معي حتى أوصلتني إلى المدخل، حيث كان هناك صف غير منتظم من الأطفال في الخامسة والسادسة من أعمارهم يقفون استعدادا لدخول الفصل. لوح بعضهم لنا وابتسموا، وأخذ اثنان منهم كانا يقفان بالقرب من مؤخرة الصف يدوران حول نفسيهما وذراعاهما قريبتان جدا من جانبيهما، وحاولت فتاة صغيرة ضئيلة الحجم أن تنزع سترتها عنها وتخرجها من رأسها إلا أنها واجهت صعوبة في إخراج ذراعيها من كمي السترة. وبينما كان يحاول المدرس أن يقودهم لصعود السلم فكرت في قدر السعادة والثقة بالآخرين اللتين بدوا متسمين بهما، وأنه على الرغم من المصاعب والمآسي التي عانوها - مثل الولادة المبكرة أو التعرض للإدمان وتجربة معظمهم القاسية للفقر - فإن السعادة التي وجدوها في تنقلهم من مكان لآخر، والفضول الذي أظهروه عند التطلع إلى أي وجه جديد كانا مماثلين لسعادة وفضول جميع الأطفال في شتى الأماكن. لقد جعلوني بالفعل أتذكر الكلمات التي قالتها ريجينا منذ سنوات في مكان وزمان مختلفين: «إن الأمر ليس متعلقا بك.»

قالت دكتورة كوليار: «أليسوا لطفاء؟» «نعم إنهم كذلك بالفعل.» «إن التغيير سيحدث لاحقا. في غضون خمس سنوات، مع أن حدوثه يبدو وشيكا في جميع الأحيان.» «ما هذا التغيير؟» «عندما تتوقف أعينهم عن الضحك. يمكن أن تظل أصواتهم مسموعة، لكن إذا نظرت إلى الأعين فستجد أنها تخبئ شيئا ما داخلها.» •••

بدأت أقضي ساعات عديدة أسبوعيا مع هؤلاء الأطفال وآبائهم. كانت أمهاتهم جميعا قد اقتربن من بلوغ سن العشرين أو تجاوزنها بقليل، قضى معظم هؤلاء الأمهات حياتهن في ألتجيلد وتربين على يد أمهات في سن المراهقة. لقد وصفن بغير حرج الحمل في سن الرابعة عشرة أو الخامسة عشرة، وتركهن مقاعد المدرسة، والروابط الضعيفة التي تربطهن بآباء أطفالهن والذين يظهرون ويختفون من حياتهن وقتما شاءوا. وأخبرنني أيضا عن تعايشهن مع نظام الحياة الذي اشتمل في معظم حالاته على الانتظار؛ الانتظار لرؤية الإخصائي الاجتماعي، والانتظار في المكاتب لكي يصرفوا شيكات الرعاية الاجتماعية، والانتظار لركوب الأتوبيس للذهاب إلى أقرب سوبر ماركت يبعد بمسافة خمسة أميال لشراء حفاضات للأطفال بسعر أرخص.

Shafi da ba'a sani ba